رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

توقفنا فى الحلقة السابعة عند دخول البلاد فى فترة حكم مطلق على يد وزارة صدقى، التى بدأت إعداد دستور جديد إثر إسقاط الملك دستور 1923. وإثر ذلك استعد صدقى لانتخابات مزورة لتشكيل برلمان مستأنس من حزب سلطوى أنشأه تحت اسم «حزب الشعب».

قامت المظاهرات العارمة من فئات الألوف تؤيد الوفد ودستور سنة 1923 الذى أسقطه الملك. وكان شعار الهتافات الجماهيرية «الشعب مع النحاس». وإذا بجماعة الإخوان المسلمين تقوم بتنفيذ الدور الذى خلقها الاستعمار من أجله، فتدير مظاهرات معاكسة من بضعة آلاف ممن جندتهم منذ أنشأها حسن البنا سنة 1928 وتنادى فى هذه المظاهرات، بشعار: «الله أكبر ولله الحمد.. الله مع الملك».

سارت وزارة صدقى فى ظل دستورها وبرلمانها الذى زورته بسياسة قمع بوليسى كامل حكمت مصر من خلاله بالحديد والنار. وسادت الاضطرابات وسقط العديد من الضحايا. وظل صدقى فى الحكم حتى سبتمبر سنة 1933 حين غضب عليه الملك فؤاد لأسباب شخصية ليس هذا مجال تفصيلها، فأرغم على الاستقالة وخلفه فى الوزارة يحيى إبراهيم.

ومن مهازل حكم الأقليات أن الحزب الملاّكى الذى أنشأه صدقى تحت اسم حزب الشعب وزور له أغلبية برلمانية اجتمع فور استقالته ووجه له خطابًا جماعياً. يقول فيه إنه نظرًا إلى أن صدقى قد فقد ثقة الملك المفدى، فقد قررت الهيئة البرلمانية بالإجماع إعفاء صدقى من رئاسة الحزب. وعرضت رئاسة الحزب على يحيى إبراهيم. رئيس الوزراء الجديد الذى قبلها شاكراً. فقد كان نواب الحزب الملاّكى يخشون حل البرلمان ومواجهة مصروفات معركة انتخابية جديدة ولم يؤيدوا رئيس الوزراء الجديد الذى اختاره الملك.

فى هذه الفترة كان هتلر قد وصل إلى السلطة فى ألمانيا. وبدأت سحب التوتر الشديد تخيم على العالم منذرةً بحرب عالمية جديدة. وإذا بحسن البنا صنيعة بريطانيا يفكر فى مستقبله لو قامت الحرب وكسبها هتلر، فبدأ على الفور إرسال بعض صنائعه إلى ميونيخ عاصمة بافاريا مركز النقل فى حزب هتلر النازى. ويعرض خدماته سراً. وهو ما سنوضحه فى حينه.

ازداد التوتر الدولى. وبدأت بريطانيا تحاول تأمين وضعها فى مصر خشية النفوذ الإيطالى بالذات الذى كان مستشرى فى قصر الملك فؤاد، نظرًا إلى نشأة فؤاد فى المنفى فى إيطاليا حيث صاحب والده الخديو إسماعيل إلى منفاه فى إيطاليا. ونشأ وتعلم بها والتحق بالجيش الإيطالى ووصل إلى رتبة صاغ (أى رائد) به عندما تم استدعاؤه لمصر ليتولى منصب السلطان بها عقب وفاة أخيه الأكبر السلطان حسين كامل سنة 1917 خلال الحرب العالمية الأولى.

توالت الأحداث فى مصر وترك يحيى إبراهيم الوزارة وحل محله توفيق نسيم فى نوفمبر سنة 1934. ومات الملك فؤاد فى أبريل سنة 1936 وأخذت بريطانيا تفعل المستحيل لتهدئة الرأى العام المصرى خشية اندلاع حرب عالمية يكون فيها الشعب المصرى فى صف أعدائها، فقام توفيق نسيم باستصدار أمر ملكى بإلغاء دستور صدقى وإعادة دستور سنة 1923 بمباركة من الوفد ونعرض فى المقال التالى تطور الأحداث.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد