عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كنت قد ختمت مقالى فى الأسبوع الماضى، ببعض العبارات للكاتب الكبير أحمد أمين حول مدى إيمانه بأهمية كل من قانون الوراثة، وأيضاً أثر البيئة على حياة الإنسان، وكذلك عوامل التربية، وأخيراً العلم الذى اعتبره دعامة المدنية الحديثة وشعار التقدم الإنسانى. وكنت قد تطرقت أيضاً فى البداية إلى ضرورة اهتمامنا بتربية أولادنا الذين هم أعمدة المستقبل. وكذلك أشرت إلى أنه يجب علينا ألا نستسلم أبدا لبعض المواريث السلبية أو الخاطئة من تربيتنا السابقة، بل يجب علينا أن نجتهد فى أن نقاوم طوال رحلة الحياة للوصول إلى تحقيق أهدافنا التى ننشدها فى النهاية.

واستكمالاً لما بدأته فى المقالين السابقين، سأختم اليوم بالتأكيد على أهمية ترتيب أذهاننا، والاعتناء بأخلاقنا وثقافتنا، وأهمية وضع برنامج أو برامج لحياتنا.

وقد يبدو لى كما يبدو للكثير منكم أيضاً أعزائى أن إحساس القصد فى الحياة لا بد أن يشمل فى المقدمة عامل الصحة أو صحتنا فهى من أهم الأمور التى يجب أن نهتم بها، وهنا سأستعير عبارة كان كثيراً ما يرددها  أستاذ سلامة موسى وهى  (أن التبذير فى الصحة هو تبذير فى الحياة). وفى اعتقادى أنه قد يأتى بعد الصحة فى الأهمية عامل الوقت أو العمر، وأنا بشكل شخصى لا أرى أن العمر يحسب بما عشناه من أيام وسنين، ولكنى أحسب العمر الحقيقى  بمجموع أوقات السعادة والبهجة، ومواقف الكفاح والإنجاز، وحالات العشق والغرام، خدمات نسديها للإنسانية بشكل عام وللأوطان. وقد تأتى بعد ذلك أهمية الدراسة أو العلم، وهنا تتسع الدائرة لتشمل مختلف ألوان ومجالات الفنون والآداب والفلسفات، فحياة الإنسان بلا نصيب أو قدر جيد من هذه الأمور ما هى إلا حياة رخيصة، لا نستحق معها نعمة العقل الذى ميز به الله سبحانه وتعالى الإنسان عن باقى المخلوقات. وتتويجاً لما سبق تأتى أهمية عامل الاستمتاع فى حياتنا، فالحياة ما هى إلا محاولة كبيرة للاستمتاع تحتوى فى داخلها على تفاصيل كثيرة فى مجالات متعددة للوصول إلى قيمة أو الإحساس بالمتعة، فطوال الوقت تنبت فى حياتنا أشجار صغيرة من مشاعر مختلفة، وهنا يجب علينا أن نهمل السلبى منها كالكراهية والحقد واليأس والاستسلام ولا نكتفى بالإهمال فقط لمثل هذه المشاعر، بل ضرورة محاربتها إذا استلزم الأمر، وأما الإيجابى منها فيجب علينا أن نبذل كل ما نستطيعه من الجهد لرعايته حتى تكبر شجرته وتخرج ثمارها وتنشر ظلالها الجميلة حولنا وحول من يعيشون معانا.

وأخيراً.. أدعوكم جميعاً كما أجدد الدعوة لنفسى دائما بأهمية أن نحيا ونحن مؤمنون بقيمة الحياة وأهمية الكفاح فيها، وأرى دائماً أن مدى نجاح الإنسان فى حياته ليس مرهونا بالنتائج الأخيرة فقط، حيث إن الواجب الأول والأخير علينا هو بذل الجهد والكفاح من أجل تحقيق مقاصدنا وأهدافنا، أما النتائج فهى ثمرة لعوامل كالأقدار والظروف وغيرهما من الأمور والأشياء التى لا نستطيع التحكم فيها، أما الجهد الذى نبذله فهو ما نستطيع أن نسيطر عليه، أما الباقى فلا سيطرة لنا عليه، ولكن لا بد أن يفهم هذا الكلام أيضا فى سياق أن لكل مجتهد نصيبا، وأن كلا منا يحصد ما زرعه لا محالة.

تعالوا نمحو كلمة (يأس) من قاموس حياتنا، لأن اليأس هو إضراب عن الحياة، ونحن خلقنا لنحيا الحياة نحييها بإيماننا بالهدف والقصد من الجهد الإنسانى، وتعالوا نزرع الورد ولا نقطفه، ونضىء شموع تبعث الدفء فى النفوس وتنير الطريق.