عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

كنت قد تحدثت فى المقال السابق عن التربية ومدى تأثرها الشديد بفكرة الوعى والقصد من الحياة وأيضا الهدف. وعرضت لجزء من تجربه كاتبنا الكبير أحمد أمين فيما يختص بذلك، وكم كان صادقًا فى عرضه شديد الواقعية.

وعندما أخدت أتأمل الأمور وكيف تجرى... وجدت أننا ما زلنا نتعامل بسطحية شديدة بل وبإهمال أيضًا أحيانا كثيرة فى التعاطى مع هذه الجزئية المهمة جدا أن لم تكن الأكثر أهمية من حياتنا الإنسانية، وأدركت كم نحن مخطئين فى تربيتنا لأبنائنا، وذلك عندما نحاول أن نعالج بعض السلبيات التى نراها تظهر أحيانا فى شخصياتهم أو تعاملاتهم فى الحياة بصفة عامة، حين نتعامل معها أو نحاول علاجها بشكل ظاهرى دون أن نجتهد قليلا أو حتى كثيرا ولما لا والأمر يستحق بكل تأكيد لمحاولة الوصول للأسباب الحقيقية أو الدوافع وراء تلك التصرفات أو السمات النفسية، حتى يتثنى لنا الإصلاح والتوجيه على أساس سليم، فالتربية حقا عليها عامل كبير جدا كما يقال دائما.

وبالنسبة لنا نحن الكبار.. فى كل الأحوال سواء نجح آباؤنا فى مراعاة أو معالجة ما تحدثنا عنه للتو، أم لم ينجحوا فيه، فيجب علينا ألا نستسلم ونترك أنفسنا تعيش الحياة دون أن نحاول معالجة القصور قدر استطاعتنا، والعمل على تطوير ذاتنا فى كل محطات العمر، ويجب أن يكون هذا التطور إلى الأعلى إلى الأوسع، فنحن نعيش الحياة كتجربة مرة واحدة فقط غير قابلة للتكرار، لذا لابد أن نعيشها بقصد، إنه إحساس القصد فى الحياة بحيث لا نحى بلا أهداف محددة وواضحة، فترك الأمر للصدفة أو الحظ قد لا يؤدى إلا للمزيد من المتاعب والفوضى التى تسىء لنا، ويجب أيضًا أن يكون إحساس القصد فى حياتنا عميقًا متجددًا كل فترة، فالإنسان يجب عليه أن يطرح على نفسه بعض الأسئلة من حين لآخر مثل: لماذا أعيش؟ وبماذا أحلم للغد؟ وما الذى أتمناه أن تحدث اليوم؟ ولماذا أريد أن أصبح (.........)؟...... وما إلى ذلك.

ولذا يجب أن ننتبه جيدا لعدد من المقاصد الأساسية فى حياتنا، ونعد لها عدتها، لأجل أمرين وهما : الحفاظ عليها من جانب والاستمتاع بها من الجانب الآخر.

وسأذكر لكم قرائى الكرام جزءًا مما أختتم به ا/ أحمد أمين تجربته فى كتابه الذى أبحرنا قليلا بين أسطره، حيث كتب:

(من تجاربى أن تؤمن بقانون الوراثة، فتسير فى عملك على أساسه، فلا يصح مثلا أن يتزوج قصير النظر من قصيرة النظر... وأن تؤمن بالبيئة وأثرها فى الإنسان، لتحيط نفسك بخير بيئة ما أمكنك... وأن تؤمن بالتربية، فلكل داء دواء من التربية متى أجيد الفهم... وأن تؤمن بالعلم، فقد أصبح أساس بناء كل شىء على العلم هو دعامة المدنية الحديثة وشعار التقدم الإنسانى).

وسأتوقف هنا وأختم أنا أيضًا مقالى هذا بتلك الكلمات السابقة الصافية والجميلة لكاتبنا الرائع.... ولكن سيبقى لحديثنا حديث آخر.