رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

من غير المعقول ولا المقبول، أن تظهر – بين الحين والآخر - أزمة جديدة، لابد أن يكون فى شىء غلط، فإما أن يكون السبب هو الجهل، وأما يكون السبب الفساد والسرقات، وإما أن يكون هناك تخريب متعمد، أو ما يثار أحياناً عن شماعة ارتفاع الدولار، وإما أن تكون كل هذه الأسباب مجتمعة.

منذ فترة كانت هناك أزمة فى أنابيب البوتاجاز، ثم جاءت بعدها فضيحة سرقة امتحانات الثانوية العامة وإذاعة إجاباتها للكافة عبر شبكات التواصل الاجتماعى، ثم جاءت كارثة سرقة القمح من الصوامع وشون الغلال، ثم جاءت أزمة المواد التموينية وعلى رأسها أزمة السكر وأزمة الأرز وأزمة الزيت، وأخيراً جاءت أزمة بعض الأدوية المهمة وشبه اختفائها من الصيدليات.

هل كل هذه الأزمات كلها جاءت من باب المصادفة؟؟ طبعا لا، لابد أن يكون هناك شىء غلط. شماعة الدولار وارتفاع سعره فى السوق السوداء، ربما قد يكون لها تأثير فى بعض هذه الأزمات. ولكن، لابد أن نعترف، أن انخفاض الجنيه وارتفاع سعر الدولار لا شأن للحكومة فيه، فهذا راجع لعدة أسباب منها قلة السياحة، وندرة تحويلات المصريين بالخارج، وضآلة تصدير المنتجات المصرية للخارج، ولكن، لا شك أنه كان على الحكومة أن تتوقع ذلك، وأن تعمل على الحد من الآثار التى كان من المتوقع حدوثها نتيجة تلك الأزمة.

الكارثة الأهم فى الأمور التى لا شأن لها بالدولار، مثل سرقة الامتحانات وإذاعة إجاباتها على الكافة، فهل هذا من جراء ارتفاع الدولار؟؟ ثم ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية من الخضر والفاكهة، ما شأنها بارتفاع الدولار؟؟ ثم ما شأن سرقة القمح من الشون والصوامع وبيعه فى السوق السوداء، هل هذا بسبب الدولار أيضاً؟؟ ثم ما حدث نتيجة السيول من دمار وخراب، سواء فى الاسكندرية العام الماضى، أم فى رأس غارب وبعض مدن وقرى الصعيد منذ أسابيع قليلة، ما شأن هذا أيضا بالدولار وارتفاعه؟؟.

لقد بدأ الشك يساورنى، فى أن الأزمات التى حلت علينا مؤخرا كانت عن قصد وبسوء نية من بعض كبار العاملين فى الدولة، من أعوان ومؤيدى إخوان الشياطين، فقد امتلأت دواوين الحكومة بالعديد منهم وخاصة فى الفترة التى تولوا فيها حكم البلاد، فربما تكون بعض هذه الأزمات نكاية منهم، ورغبة فى إشاعة الفوضى فى البلاد. أم نتيجة للأسباب الأخرى التى لا تقل خطراً، كالجهل والإهمال واللامبالاة لدى العديد من العاملين فى الدولة، هذا فضلاً عن خراب الذمم، التى ظهرت جلية مع فضائح السرقات واختفاء العديد من المواد التموينية والأدوية.

فى تقديرى، فإن أزمتنا الحقيقية هى أزمة أخلاق، لقد تلاشت القيم والمبادئ لدى أغلب المصريين وضاع معها الانتماء للوطن. لو كان لدى نصف العاملين بالدولة والقطاع العام بعض القيم والأخلاق لتبدل حالنا تماما، ولكن -مع الأسف الشديد- العديد منهم تلوثت ذمتهم مع مرور الزمن، نتيجة سنوات الفساد التى عاشها الشعب بلا ثواب أو عقاب، الكل كان يعمل ما يريد دون مراعة للوطن أو احترام للقانون، أما عن الانتماء فقد ضاع أيضا عندما تحول هذا الانتماء لديهم من انتمائهم للوطن إلى انتمائهم للحكام.

أعود فأقول.. مهما كانت أخطاء الحكومة، أو جهل بعض العاملين فيها، فهذا كله لا يمكن أن يقارن بفساد القيم والأخلاق الذى لحق العديد منا. لابد أن نفيق وتعود إلينا قيمنا وأخلاقنا، التى كنا ننعم بها فى الماضى، حتى تستعيد مصر مكانتها بين الأمم... وتحيا مصر.