عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مات الشيخ العريان.. وكانت روحه تسير بين الخلق فى جنازته.. فقد كانت لديه كرامات كثيرة.. عاش عرياناً فى حفرة لمدة 55 عاماً ولم يتأثر بحرارة الصيف وبرودة الشتاء.. وقال عنه أهالى قريته فى نقادة بقنا إنه من كبار أولياء الله الصالحين.. رغم أنه كان لا يعمل ولا يصلى.. والأغرب أن مدير مدرسة يروج لكرامات الشيخ العريان.. رغم أنه مسئول عن تربية الأطفال والشباب.. وتعليمهم.. ويبدى إعجابه مثل أهل قريته.. لأن من كرامات العريان.. أنه ذات مرة أمر ثعباناً هاجم أحد الأهالى فى بيته.. أن يأتى إليه.. فاستجاب الثعبان وجاء واستطاع العريان يلتهمه كله تاركاً رأسه فقط..!

وقال عنه أحد مشايخ القرية.. إنه شخصية لا تتكرر.. فقد كان يغطس تحت الماء لمدة ساعتين.. وأنه من كبار أولياء الله الصالحين فقد وهبه الله بنور فى قلبه أدهش عقله.. وأصبح عقله مأخوذاً ولم يدر بحاله فعاش عرياناً 55 عاماً داخل حفرة.

ألم يكن غريباً أن يعتقد أهالى القرية ومنهم.. مثقفون كثر.. أن عم جاد الكريم الذى أطلقوا عليه العريان.. من كبار أولياء الله الصالحين.. ويقوم بعض الفضائيات ووسائل الإعلام بالترويج لهذه الأنواع من التخاريف والشعوذة والخزعبلات..!

قد يقال إن نشر هذه التخاريف والشعوذة.. تهدف لتنوير الناس وتبصيرهم من خلال الرد على مروجيها.. ولكن فى الحقيقة أن النشر والبث ينقلها من حيز القرية الصغيرة إلى العالم.. بينما الأفضل هو إرسال بعض رجال الأزهر والدعاة لهذه القرية لتبصير الناس وتوعيتهم وتنويرهم.. وإخراجهم من هذا الظلام..

فى الوقت الذى يتسلح فيه العالم بالعلم والمعرفة وأبحاث الفضاء والوصول إلى اكتشافات واختراعات تخدم البشرية وتنهض بالمجتمعات.. إلا أننا للأسف نغوص فى ظلام وتخاريف ونعيش فى عالم الدجل والشعوذة.. وندعى أن الإنسان فاقد الوعى وغائب العقل.. ولا يعمل ولا يصلى.. ويعيش حياته عرياناً فى حفرة تمتلئ بالماء العكر الأسن.. هو أحد كبار أولياء الله الصالحين..!

هل يصدق أحد.. أن بعض المتعلمين بل إن بعض المدرسين أو مديرى المدارس يروجون لهذه التخاريف وأعمال الشعوذة.. وعن قناعة؟

إنها حقاً.. مصيبة كبرى.. ولكن للأسف أنها جزء من حياة بعض الفنانين والمثقفين الذين يلجأون للسحر والدجل والشعوذة والخزعبلات للعلاج من المس الشيطانى.. أو تزويج العانس أو جلب الحبيب.. أو رد المطلقة.. أو إيذاء المنافس..

أعتقد أن تناول الدجل والشعوذة والتخاريف.. على الفضائيات يروج لها ويضر المجتمع ويحقق مكاسب أكثر للنصابين الدجالين.

إن المشكلة تتطلب تفعيل دور دعاة الأزهر فى القرى والأقاليم.. لتنوير الناس وتبصيرهم.