رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 فى خضم السيل المتدفق فى مختلف الصحف والحلقات التليفزيونية عن أوضاعنا السياسية لم تقع عينى على مقال يزيف التاريخ ويخلط الأوراق ويساهم فى تعميق الجيل الجديد عن حقيقة تاريخه أكثر من مقال السيدة الفاضلة كريمة قائد الانقلاب العسكرى فى 23 يوليو سنة 1952 التى نكن لشخصها كل احترام ولما كتبت كل رفض وإنكار.

وسنعرض بأمانة المؤرخ -من وجهة نظرنا طبعاً- فليس هناك من يحتكر الحقيقة- تاريخ مصر منذ قيام ثورة سنة 1919 الخالدة التى نتج عنها دستور سنة 1923 وبدء المرحلة الليبرالية التى تصدى لها عدواها اللدودان الملك فؤاد الذى كان ملكاً مطلقاً قبل دستور سنة 1923 والاحتلال البريطانى الذى كان يرى فى رسوخ الديمقراطيين فى مصر نهاية لحكمه، ولذا تآمر العدوان اللدودان للثورة الشعبية ضد حكومة الأغلبية الكاسحة وقاما بتزوير الانتخابات ووضع حكومات أقلية من أحزاب أقلية من صنعهما حتى ساعدهما الاستعمار الفرنسى ممثلاً فى شركة قناة السويس التى كانت دولة داخل الدولة فى مدينة الاسماعيلية بتجنيد ديماجوجى شاب يدعى حسن البنا لترويج أكذوبة الخلافة الإسلامية التى لا علاقة لها بالدين الحنيف أملاً فى تحويل السذج والبسطاء عن تأييد حزب الأغلبية الكاسحة إلى تأييد فاشية ذات غطاء دينى لحساب الملك والاحتلال البريطانى.

وقبل أن نبدأ هذه السلسلة نسجل بعض ملاحظات منها تطاول السيدة كريمة زعيم الانقلاب العسكرى سنة 1952 على قامة وتاريخ الزعيم الخالد مصطفى النحاس واتهامه بأنه قبل تشكيل وزارته فى فبراير سنة 1942 على أسنة الدبابات البريطانية ولو كلفت السيدة الفاضلة نفسها عناء قراءة التاريخ وفهمه لأدركت أن قبول الزعيم الخالد للوزارة كان إنقاذاً لعرش مصر فقد كانت الطائرة العسكرية البريطانية التى كانت ستحمل الملك السابق فاروق إلى منفاه بعد إجباره على التنازل عن العرش جاهزة للإقلاع، وكان رأى الزعيم الخالد أن سقوط فاروق لحساب ألمانيا النازية التى وصل جيشها إلى العلمين غباء سياسى جريمة فى حق وطنه.. وكانت هذه هى نفس فكرة عملاق الوطنية والديمقراطية الهندية الزعيم العظيم جواهر لال نهرو، فقد رفض طلب الحزب الشيوعى الهندى ببدء حرب عصابات ضد الاحتلال البريطانى للهند، لأن نصر القوى النازية والفاشية الممثلة فى ألمانيا النازية واليابان كارثة على مستقبل العالم، ولابد من مساندة الاحتلال البريطانى الأضعف لحين قهر قوى النازية والفاشية.

نقطة أخرى نوضحها، وهى أسفنا الشديد لإنكار السيدة الفاضلة لكل إصلاحات حزب الوفد الاقتصادية والاجتماعية فى الفترات القليلة التى حكمها، التى سنوضحها فى حين من إدخال التعليم المجانى والضمان الاجتماعى للأسر بلا موارد وقوانين النفايات، وغيرها لأول مرة فى تاريخ مصر.

نقطة أخيرة نوضحها هى أنه عندما ألغى الزعيم الخالد معاهدة سنة 1936 مع بريطانيا وبدأ الكفاح المسلح وقدم للبرلمان مشروع قانون إباحة حمل السلاح كان أمام جيش الاحتلال البريطانى المكون من مائة ألف جندى منتشرين على قناة السويس أن يعود لاحتلال القاهرة ويقود إليها الطريق فى بحر من الدماء أو أن يسمح لجمعية سرية هى جمعية الضباط الأحرار بقيادة الصاغ عندئذ جمال عبدالناصر أن تستولى على السلطة وتعزل الملك الذى كانت خطاياه فى النصف سنة الأخير من حكمه قد فاقت كل الحدود، وكان الاستعمار البريطانى وأجهزة مخابراته كانت ترصد كل تحركات جمعية الضباط الأحرار، وليس معنى ذلك أبداً.. ومعاذ الله أن نقصد ذلك.. أن الضباط الأحرار كانوا صنائع للاحتلال البريطانى، بل شباب وطنيين يريدون إصلاح بلدهم، ولكن خبرة الاستعمار الطويلة أدركت أنه لو ترك جمعية الضباط الأحرار تستولى على السلطة، فستجهض نيابة عن الحركة الشعبية الهادرة والمقاومة المسلحة، فوضعت بريطانيا أحد دبلوماسييها فى طريق أحد قادة جمعية الضباط الأحرار وكان بالتحديد قائد الجناح الطيار على صبرى، وأكدت له أن الجمعية لو تحركت لإسقاط الملك فلن تتدخل بريطانيا ستعتبر ذلك شأناً مصرياً داخلياً، ولو أراد جيش الاحتلال البريطانى القضاء على الانقلاب العسكرى وحرك قواته لاحتلال القاهرة والقضاء على الانقلاب لتغير وجه التاريخ قبل غروب شمس 23 يوليو سنة 1952، خاصة أن بعض وحدات الجيش ما زالت على ولائها للملك، مثل الحرس الملكى والبحرية الملكية بقيادة أمير البحر سليمان عزت، الذى حرك بعض قطعه البحرية نحو معسكر مصطفى باشا بالإسكندرية ووجد مدافعها نحو المعسكر لتهديده لو تحرك للانضمام للانقلاب نكتفى بهذه الملاحظات على مقال السيدة الفاضلة الملىء بالخبرة على التاريخ، وسنبدأ سلسلة المقالات سنة 1919 حتى اليوم مهما طالت السلسلة، ولن نتوقف خلالها للرد على أى هجوم، فسنترك الرد لحين انتهائها من عرض التاريخ، كما عرفناه وعشنا جزءاً كبيراً من صبانا وحتى الآن.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد