عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

تقييم حكومة الدكتور شريف إسماعيل، لا يحتاج إلى دراسات، فالفشل حاكم والارتباك فى الأداء مسيطر، والتردد والعجز فى مواجهة التحديات والتى ما فتئت تقبض علينا وتجعل معظم الناس غاضبة من قرارات الحكومة التى صدرت بل والأكثر القرارات التى لم تصدر!

وأنا هنا لن أتحدث عن أزمات السلع المفتعلة من سكر وأرز وزيت، ولا عن جبروت الدولار الذى ألحق الأذى بجميع البسطاء الذين لا يمتلكون سوى القليل من المدخرات والتى نقصت قيمتها، بنسبه تزيد علي النصف فى السوق، واستفاد القادرون فقط والذين فتحوا باب المضاربات منتهزين غياب الرقابة على سوق الصرف وغلق الصرافة وتعسف البنوك.

ولكنى سأحكم على الحكومة الشريفة اللطيفة بما ألمسه وأضع يدى عليه بالفعل، بخلاف ما سبق من تداعيات وإسقاطات وانهيارات على كل المستويات، ففى محافظة الغربية مثلا «متحف» أثرى افتتح فى الثمانينيات وبعد سبع سنوات من الافتتاح المهيب، أغلق المتحف الفخيم على ذمة الطلاء! ومن يومها والمتحف الذى يضم آثارا من مختلف العصور، وكان مصدر إلهام لطلاب الآثار والدراسات العليا ومزارا لتلاميذ المدرس باعتباره شريانا من شرايين الثقافة،، مغلق «بالضبة والمفتاح»، وعلى قوته مدير وموظفون يوقعون كل صباح في كشوف الحضور والانصراف ويحصلون على رواتب وبدلات وجهود! ورغم طرح القضية على وزير الآثار فى صورة موضوعات صحفية والاستغاثة برئيس الوزراء، إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً أو يفتح مقفولاً حتى الآن!

فى طنطا أيضاً حديقة «المنتزة» كانت فى يوم مضى متنفسا لأهالى المحافظة، لأنها تتوسط شارع البحر وفى مواجهة مبنى المحافظة، وأرضها الآن تصل قيمتها إلي عشرة مليارات جنيه على أقل تقدير.

هذا المنتزه ومنذ عشرين عاماً «خرابة» حتى شجرها الحزين شاخ والغربان تسكنه والبوم ينعق به طوال الليل، وتتصارع عليها وزارة الزراعة التى انتقلت تبعية الحديقة لها منذ ذلك الوقت مع المحافظة، والتى تسعى لإعادتها وتطويرها، ولكن وزارة الزراعة «رأسها وألف سيف» ألا تترك المنتزه للمحافظة، ولا حتى تطورها وفق ما هو لائق ومناسب لمكانتها الفخيمة، رغم سيل المكاتبات التى يرسلها اللواء أحمد صقر محافظ الغربية، والذى أغضبه وأدهشه، ترك المنتزه على صورته منذ سنوات وبلا استغلال، إلى كل المسئولين فى الحكومة الشريفة العفيفة.

فى طنطا أيضاً المستشفى الفرنساوى العالمى، والذى افتتح قبل أقل من عامين فى زفة إعلامية هائلة، ليكون مصدر شفاء لكل الأمراض فى وسط الدلتا بطاقة ألف سرير ومجهزة بأحدث ما وصل إليه العلم لدرجة أننى مقتنع بوجود أجهزة تشفى المريض الذى يمر بجوارها وتشخص مرضه بمجرد اللمس!

هذا المستشفى العالمى يعمل فقط بربع طاقته، وسعى الدكتور إبراهيم سالم رئيس الجامعة إلى النهوض به واستغلال كل طاقاته لعلاج مرضى محافظات وسط الدلتا، ولكن للأسف يرفض رئيس الوزراء توفير الكوادر الفنية والإدارية لهرغم أيضاً سيل المخاطبات والمذكرات واللقاءات التى حضرها الدكتور سالم رئيس الجامعة والدكتور أمجد فرحات عميد كلية طب طنطا ورئيس مجلس إدارة المستشفى لإقناع الحكومة بجدوى توفير العناصر البشرية للمستشفى، وأنهم سيكونون إضافة وليس عمالة زائدة.

هذا هو الواقع الذى من خلاله أحكم على حكومة شريف إسماعيل بالفشل، ولو استطاع رئيس الوزراء أن يحقق إنجازا على مستوى هذه القضايا التى تخص محافظتى فقط سأشهد له بأنه أنجح وأحسن رئيس وزراء فى الشرق الأوسط.