رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جاء فى كلمة سيادة الرئيس، بمؤتمر الشباب الذى انعقد مؤخراً بمدينة شرم الشيخ، أن مصر بلد فقير وموارده محدودة، وعلى كل من يطالب بشىء أن يوضح أولاً بكم يكون ذلك، ومن أين يمكن له تدبير متطلباته.

هذا الكلام صحيح تماماً، فمصر أصبحت فقيرة، ولكن، فات سيادة الرئيس أن يذكر، أن مصر فى الماضى لم تكن بلداً فقيراً، فمصر –حتى خمسينات القرن الماضى– كانت أغنى دولة فى منطقة الشرق الأوسط، إلى حد أن بلاد الشام أطلقت على عملتها كلمة (مصارى) نسبة لمصر وثرائها، فقد كانت مصر -فى ذلك الوقت- دائنة للكثير من دول أوروبا، وكان غطاؤها النقدى من ذهب تفيض به خزائنها.

مصر حباها الله بنهر النيل العظيم، فإن الله سبحانه وتعالى يوزع أرزاقه على الدول، كما يوزع الأرزاق على الناس، فكان من نصيب مصر نهر النيل، وقد استغل أسلافنا هذا النهر فى إنتاج ما يحتاجونه من الطعام والملبس، وما كان يزيد عن ذلك يصدرنه إلى الخارج، فقد كانت المنتجات الزراعية المصرية -خاصة القطن طويل التيلة- من أجود المنتجات الزراعية عالمياً، كما كانت المنسوجات القطنية لها سمعة عالمية.

لقد رزقنا الله سبحانه -أيضًا- الشواطئ الممتدة شرقاً وشمالاً لآلاف الكيلومترات على البحر الأحمر والأبيض، ومن المعروف أن البحار كلها رزق، سواء من ناحية الطعام أم التجارة البحرية أم المنشآت السياحية والترفيهية التى تقام على تلك الشواطئ، فالبحار كلها خير ومن المفروض استغلالها، فمن غير المعقول أن تكون لدينا هذه البحار الممتدة بالإضافة إلى نهر النيل، ورغم ذلك ما زلنا نستورد الأسماك من الخارج. كما حبانا الله سبحانه وتعالى مناخاً معتدلاً صيفاً وشتاءً، مثل هذا الجو جاذب للسياحة وخاصة لدول الشمال، ومن المفروض أن نستفيد من شواطئنا فى جذب السياحة، كما أن مصر لديها الصحراء الغربية والشرقية، وكلاهما به واحات تأخذ الألباب وتشد السياح من جميع أنحاء العالم، ليرى كيف أن الله وهب مصر الماء والزراعة فى وسط تلك الصحراء الجرداء.

الأهم من ذلك كله الثروة البشرية، التى كانت فى الماضى حديث المنطقة كلها، فالصانع والحرفى والعامل والفلاح كل هؤلاء كانت لهم سمعة عالمية ممتاز، وكان إخواننا وجيراننا العرب يتهافتون على مصر لشراء المنتجات الصناعية والزراعية، وبعد أن ضاق بنا الزمان اختطفت الدول العربية المجاورة أغلب الحرفيين والزراعيين ليستفيدوا من خبراتهم وقدراتهم، فالطاقة البشرية من أهم الموارد التى تفوق كل الموارد الطبيعية، فها هى اليابان، وها هى الصين والمانيا وأغلب دول شرق آسيا، هذه الدول تكاد تكون معدومة الموارد الطبيعية ولكنها تعتمد على الطاقة البشرية فى تقدمها ورقيها.

مصر ليست بلداً فقيراً، ولكن المشكلة هى كيفية استغلال وإدارة مواردها، لقد أهملنا مواردنا التى وهبنا الله سبحانه إياها طوال السنين الماضية، الأمر الذى ترتب عليه زيادة السكان زيادة رهيبة، وفى المقابل قل الإنتاج بشكل كبير. نحمد الله سبحانه أن منحنا القدوة الحسنة، التى تستطيع أن تقود شبابنا إلى مستقبل مشرق إن شاء الله.. وتحيا مصر.