رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

وصل الخلاف بين الحكومة ومجلس النواب إلى ذروته يوم الاثنين الماضى.. حتى وصل الأمر إلى السؤال الذى لم يطرح صراحة.. أيهما فوق الثانى.. أجاب عن السؤال الذى لم يخرج من الفم الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب.. قال بالحرف الواحد:

- لن تنتصر الحكومة على المجلس بأى شكل..

كان مجلس النواب قد اضطر أن يبدأ جلسته فى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر انتظارًا لحضور رئيس الوزراء أمام المجلس لمناقشة عدد من الأمور وطلبات الإحاطة العاجلة التى قدمها بعض النواب.. مما اضطر رئيس المجلس الدكتور عبدالعال أن يخرج من المجلس ليتصل برئيس الوزراء، ثم عاد إلى مكانه.. ورفض الدكتور عبدالعال بشدة تأجيل الجلسة وقال إن مجلس النواب هو صاحب السلطة والحكومة لن تنتصر على المجلس بأى شكل وسيجبر المجلس رئيس الوزراء على الحضور الآن.. بل رفض بشدة مجرد رفع الجلسة دقائق.. وقال إن المجلس لن يستسلم لمخطط الحكومة، ولا بد من حضور رئيس الحكومة الآن.. ثم طلب من المستشار مجدى العجاتى ممثل الحكومة استدعاء رئيس الحكومة للحضور الآن والمثول أمام النواب للرد على طلبات الإحاطة.. ووصل الأمر إلى ذروته، حينما قال رئيس المجلس الدكتور عبدالعال بالحرف:

- إنه من السهل سحب الثقة من الحكومة.. ولكن ما يجب التركيز عليه الآن هو إجبار الحكومة على تغيير بعض سياساتها..

 (...)

هنا خرج المستشار العجاتى ليعود بسرعة قائلًا إن رئيس الوزراء فى اجتماع مهم الآن وبمجرد أن ينتهى الاجتماع سيحضر فوراً.

وقد كان..

ورغم حضور رئيس الوزراء، فإن الجلسة زادت فى غليانها ومعارضتها.. ووصل الأمر إلى أن طالب النائب محمد سلام بسحب الثقة من الحكومة.. وقال إن المجلس هو السبب فيما وصلت إليه الحكومة من تخبط وكوارث.. لأن المجلس ساند الحكومة فى ميزانيتها ووافق على قراراتها والحكومة لا تستحق المساندة أو البقاء..

وظهر (شبح سحب الثقة) لولا أن رئيس المجلس قال إن هناك لائحة تحكم عمل البرلمان.. وهناك إجراءات يجب اتخاذها لسحب الثقة.. بداية من عرض استجواب ما ومناقشته إلى أن يتم سحب الثقة.. بناء على هذا الاستجواب.

 (...)

بعد 65 سنة صحافة.. أحب أن أقول إننا أمام وضع غريب حقاً.

الشعب الذى انتخب هذا المجلس بمحض إرادته غير راغب فى بقاء حكومة أوصلته إلى هذه الحالة.. المثقفون والساسة وأولو العلم والحكمة لهم اعتراضات وملاحظات على كل قرارات الحكومة.. الغالبية من أعضاء مجلس النواب نفسه انتقدوا الميزانية خلال مناقشتها فى اللجان كما عارضوا عددًا من القرارات ومشروعات القوانين.. كل ذلك وما زال المجلس يخشى حاجة اسمها (سحب الثقة).. الوضع الغريب هو حرص المجلس على بقاء الحكومة رغم اقتناعها بضرورة التغيير بدرجة أن البعض يقول إن المجلس يخشى من أى (تحرك غير مدروس) قد يؤدى إلى حل المجلس نفسه بعد طول اشتياق!! خصوصًا أن الغالبية العظمى دخلوا مبنى البرلمان لأول مرة فى حياتهم.. والمظلوم هنا هو الشعب (المفروض أنه مصدر السلطات).. هذا هو الوضع الغريب.. الغريب حقاً!!