رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر على وشك الغرق فى بحور الديون الداخلية والخارجية، فقد وصل الدين الداخلى إلى ما يقرب من 2.2 تريليون جنيه (أى مليون مليون)، كما وصل الدين الخارجى إلى 45 مليار دولار.

جاء هذا الكلام على لسان السيد رئيس الوزراء، فى اجتماعه مع بعض رؤساء الصحف والكتاب، وقد ردد العديد منهم هذا الكلام، البعض منهم كان يبكى حالنا، والبعض كان متفائلاً، وبعض آخر ذكر ذلك دون أن يبدى أى تعليق . وما يهمنى فيما قرأت، هو أن أياً من الذين تحدثوا عن هذا الكم الهائل من الديون التى وصلت إليها مصر لم يتحدث عن الأسباب التى أدت إليها، فلا السيد رئيس الوزراء ذكر الأسباب، ولا أى من السادة الكتاب ذكر. وفى تقديرى، أنه كان من الضرورى على سيادة رئيس الوزراء أن يبين للكافة الأسباب التى أدت إلى هذا الوضع الاقتصادى المتردى، حتى يمكن تلافيه مستقبلاً والعمل على علاجها.

ومع ذلك سوف أوضح فى هذا المقال تصورى للأسباب التى أدت لهذا الكم الهائل من الديون، علماً بأن مصر فى خمسينات القرن الماضى كانت دائنة للعديد من الدول الأجنبية، وكان الدولار وقتها يساوى 12 قرشاً، فى حين وصلت الديون الخارجية الآن إلى 45 مليار دولار، وأصبح الدولار يساوى 16 جنيهاً . فى تقديرى أن أول وأهم الأسباب التى أدت لتراكم تلك الديون، هى الحروب التى أقحمنا أنفسنا فيها نتيجة الغرور والكبرياء الأجوف، أهمها مذبحة 1967 التى راح ضحيتها خيرة رجالنا وشبابنا، كما دمر فيها جيشنا بالكامل، الأمر الذى ترتب عليه بالضرورة إعادة بناء القوات المسلحة من جديد، هذا فضلاً عن الحروب الجانبية الأخرى، مثل حرب اليمن، وحرب الجزائر، والثورات فى أفريقيا وفى العديد من البلدان الأخرى، كل هذا كلفنا الكثير والكثير حتى وصلنا الى هذا الكم الهائل من الديون.

ومن الأسباب الأخرى –فى تقديرى– سياسة التدليل التى كان يتبعها الحكام السابقون حتى يضمنوا ولاء وتصفيق وتهليل الشعب لهم، دون أن يطلب أحد منه أن يعمل ويجتهد، هذه السياسة أصيب أغلب شعبنا بالسلبية واللامبالاة والإهمال وما إلى ذلك من الأمراض التى أدت إلى انهيار الإنتاج، حتى وصل إنتاج الموظف فى الحكومة والقطاع العام نصف ساعة فى اليوم. فلو أضفنا لذلك، تزايد الدعم بشكل غير طبيعى، فمن غير المعقول أن تدعم الحكومة النشء بلبن الأطفال فى الصغر، ثم تقوم على تعليمه فى المراحل الأولى الابتدائية والإعدادية والثانوية حتى الجامعة، ثم تطالب بتوفير العمل والمسكن. وهناك -أيضاً- قضية أشد وطأة، هى كثرة الإنجاب لدى الطبقة العاملة، هذا الأمر،  لا بد أن يتغير ويتبدل، فلا يمكن للدولة أن تقوم على قدميها وتعتمد على نفسها ألا بكد وعرق أبنائها، لقد تعلمنا فى الصغير أن من جد وجد، ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل.

مصر الآن جريحة وجرحها غائر، ولا بد لنا أن نتكاتف جميعاً شعباً وحكومة حتى تمر هذه الأزمة حالكة السواد، لقد وعد سيادة رئيس الوزراء بأن تبدأ الحكومة بنفسها فى تطبيق التقشف على جميع أجهزتها، بدءاً بالتمثيل السياسى بالخارج، وكذا التجارى والثقافى وغيره للنصف، فضلاً عن ترشيد الإنفاق الحكومى بنسبة 20%، هذه الخطوة لا بد أن نؤيدها ونشجعها وأن نحتذى بها فى تحمل الأعباء التى ألقاها علينا الحكام السابقون، أن مصر تحارب فى الداخل والخارج وأعداؤها فى الخارج أشد شراسة وكرهاً وحقداً، ويجب علينا جميعاً التصدى لهم حتى تمر هذه المرحلة الصعبة ونقف مرة أخرى على قدمينا.. وتحيا مصر.