رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

.. يا ترى.. متى يفيق شبابنا ويعلم أن الحياة كفاح وجهاد وعمل وعرق (فإن من جد وجد، ومن زرع حصد)، هكذا تعلمنا منذ الصغر. لا بد من العرق والاجتهاد حتى يستطيع شبابنا الوصول إلى أهدافهم وتحقيق آمالهم وأحلامهم. أعرف أصحاب أعمال يشكون مر الشكوى من ندرة العمال. حينما يعلم العامل أن ساعات العمل ثمانى ساعات فى اليوم، وعلى ثلاث ورديات، يفر هارباً رافضاً العمل. الكثير من شبابنا يفضل السفر للخارج معرضاً نفسه للهلاك، ظناً منه أن فى الخارج النقود تلقى بالكوم فى الشوارع، فى حين أن الواقع يقول إن كل من حقق نجاحاً بالخارج كان يعمل ليل نهار، لكى يستطيع أن يحصل على المال . شبابنا -مع الأسف الشديد- أغلبه ضائع بين المخدرات والفراغ والجلوس على المقاهى ويرفض العمل الجاد والعرق والاجتهاد.

لقد تعود أغلب شبابنا على أن الحكومة هى التى توفر له كل شىء، تعود أن الحكومة تقدم له ألبان الأطفال فى الصغر، كما تقدم له التعليم المجانى، والمواد التموينية المدعمة، ثم يطالبونها بتقديم العمل والمسكن، لقد تعود شبابنا أن يأخذ ولا يعطى، رغم أن سنة الحياة هى العطاء قبل الأخذ. الشباب يريد من الحكومة كل شىء، يريد التعليم، ويريد الصحة، ويريد المسكن. أمل الشباب أن يعمل فى الحكومة أو القطاع العام ليس حباً فى خدمة الوطن، ولكن طمعاً فى الحصول على معاش فى الكبر.

لا بد لشبابنا أن يفيق من هذا الوهم الذى عاش فيه لسنوات وسنوات. فى الخارج الشاب بمجرد وصوله لمرحلة التعليم الثانوى، لا الحكومة ترعاه، ولا حتى أسرته ترعاه، فإذا أراد أن يكمل دراسته، فعليه أن يعمل حتى يستطيع تدبير مصاريف دراسته ولقمة عيشه. يجب على الحكومة أن تتخلص من الأعباء الكثيرة الملقاة على عاتقها، حتى تقل الديون التى تثقل كاهلها، لكى تتمكن من المضى قدماً على طريق التقدم والرقى، لا بد أن يفيق شبابنا وأن يعرف أن الحياة كفاح وجهد وعرق. الخير موجود فى بلادنا، كما هو موجود فى الخارج، بل وربما لدينا أكثر، فالذى يتصور أنه بمجرد وصوله للخارج سيحقق أحلامه إنسان واهم، نسى أو تناسى أن الحياة -سواء فى الداخل أو فى الخارج- عمل وعرق وكفاح.

.. يا ترى... متى يفيق شعبنا ويعلم أن مصر الآن تمر بأصعب مراحل الحياة. مصر لأول مرة فى تاريخها تحارب فى جبهتين: الجبهة الداخلية والجبهة الخارجية، ورغم النجاح الذى حققته فى محاربة الإرهاب الداخلى، فإن معركتها مع الدول الكبرى الخارجية أشد شراسة. الدول الأوربية وأمريكا تحديداً ما زال يراودهم وهم مخططاتهم المسموم المعروف بالشرق الأوسط الجديد، القائم على تمزيق منطقة الشرق الأوسط، وتقسيمها إلى دويلات صغيرة سهلة البلع والهضم لإسرائيل.

يجب أن يعلم شعبنا أن إخوان الشياطين ما هم إلا أداة هدم فى يد أمريكا وحلفائها يستعملونها لتدمير وتخريب مصر، أن الغرب يسعى بكل قوته من أجل إعادة إخوان الشياطين إلى الأضواء السياسية تمهيداً لوثوبهم مرة أخرى للحكم، الغرب ما زال يحلم بتحقق بالفوضى الخلاقة عن طريق إخوان الشياطين وأعوانهم.

يجب على شعبنا أن يعلم أن مصر تكافح وتجاهد من أجل الوصول إلى بر الأمان سالمة من أعدائها فى الداخل والخارج . فى عهد عبدالناصر طالب الشعب بشد الحزام على البطون، فكان ذلك تعبيراً سائداً وقتها لكى يحرم الشعب نفسه من القوت الضرورى فى سبيل مصر، لقد تقبل الشعب ذلك بالترحاب لأن مصر وقتها كانت تستعد لمحاربة المستعمر الصهيونى.

نحن الآن نحارب فى الداخل والخارج، ولا بد أن يتحمل شعبنا بعض المشكلات الحياتية، لكى نفلت من خيوط العنكبوت التى تحاك من أمريكا وحلفائها لمنطقتنا العربية، وخاصة مصر التى استطاعت بجهد شعبها العظيم وجيشها الجسور الهروب من شبكة العنكبوت، ولكنها لم تصل بعد إلى بر الأمان. علينا أن نصبر، فإن الله دائماً مع الصابرين.. وتحيا مصر.