رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدون رتوش

«خليهم يتسلوا» هى العبارة التى قالها الرئيس مبارك فى عام 2010 فى معرض تعقيبه على تشكيل المعارضة برلماناً موازياً احتجاجاً على انتخابات مجلس الشعب، واستحواذ الحزب الوطنى الحاكم على كل المقاعد.. وهى عبارة تعكس اللامبالاة والاستهانة بما يحدث على أرض الواقع.. اليوم وللأسف تجرى التسلية على نطاق آخر، حيث انبرت دول فى المنطقة بالتماهى مع أمريكا والغرب فى الهجمة على سوريا، فشحذت كل أسلحتها من أجل تدمير الدولة وإسقاط النظام فيها، ومن ثم شرعت فى تسليط الوبال عليها ومضت فى هستيريا غير مسبوقة تمارس كل طقوس العدوان ضد سوريا عبر دعم ما تسميه معارضة معتدلة.. وهى بالقطع ليست معتدلة، لأنها مسلحة تقوم بإراقة الدماء وتشرع أسنة رماحها ضد الجيش العربى السورى.

فى أعقاب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار فى سوريا فى 19 سبتمبر الماضى أى بعد عشرة أيام من إبرامه بين لافروف وكيرى، قال مسئولون أمريكيون إن انهيار الاتفاق زاد من احتمال قيام دول خليجية أو تركيا بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، تطلق من على الكتف دفاعاً عن أنفسهم فى مواجهة قصف الطائرات السورية والروسية لشرق حلب المعقل الرئيسى الذى تسيطر عليه المعارضة المسلحة، وأن المعارضة لها الحق فى الدفاع عن نفسها فى مواجهة هذا القصف العشوائى.

وقال مسئول أمريكى آخر: «السعودية تعتقد دوماً أن السبيل الأمثل لإقناع الروس بالتراجع عن سوريا، هو ما جرى فى أفغانستان قبل نحو ثلاثين سنة عندما تم تحييد قوتهم الجوية من خلال تزويد المجاهدين بأنظمة الدفاع الجوى المحمولة حيث جرى استنزاف الاتحاد السوفيتى يومها عبر هذه الوسائل مما اضطره إلى الرحيل».

ويبدو أن دولاً خليجية غيبت الحقيقة القائلة بأن فشل جهود السلام فى سوريا جاء نتيجة تماهيهم مع الغرب فى دعم الإرهابيين، ومن ثم بدا المشهد يلمح إلى أنه وسط ما يحدث من تدخلات خارجية، لم يعد بمقدور أى طرف فى الصراع أن يحسم الحرب لصالحه لا سيما بعد أن التحقت المعارضة بداعش والنصرة وغيرت توجهاتها وبدلت ولاءاتها، وبعد أن تعاملت أمريكا بعدم الجدية مع اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا، لا سيما عندما لم تفصل بين المعارضة وبين التنظيمات الإرهابية، وعندما هاجمت مقراً للجيش السورى، فقتلت وجرحت عشرات الجنود، وهنا تأكد للجميع أن أمريكا جاءت لتثبيت نواياها الشريرة عندما كشفت عن رغبتها الآثمة فى نسف اتفاق الهدنة الذى أرادت استغلاله لتجميد العمليات العسكرية السورية الروسية والبدء فى إدارة الأزمة السورية وليس حلها، وجرى ذلك عبر استمرار دعمها للنصرة وداعش واستخدامهما ورقة لتحقيق أجندتها فى المنطقة.

عمدت أمريكا بأدوارها المشبوهة، وتضليلها إلى إفساد الهدنة، فهى لم تكن جادة فى إبرام الاتفاق مع روسيا حيث إنها تقود المؤامرة على سوريا عبر دعم الإرهابيين بالسلاح والمال.

الغريب أن نرى المدعو «دى ميستورا» يتماهى مع أمريكا عندما يماطل فى الدعوة إلى الحوار السورى - السورى فى جنيف منذ مايو الماضى، ومن ثم تظل الأزمة متفاقمة، ويظل الحوار السورى - السورى رهينة لدى أمريكا فهى المتحكمة فى كل المسارات، وبالتالى فإن المشهد السورى ينفتح كل يوم على تطورات جديدة أبرزها عدم التزام أمريكا بتعهدها بالفصل بين المعارضة والإرهاب وكأن لسان حالها يقول: «خليهم يتسلوا».