دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى الشباب إلى عدم الإقدام على الهجرة غير الشرعية.. مؤكداً على مسئولية الدولة فى إعطاء الشباب الأمل.. بعد أن عبر الرئيس عن حزنه الشديد لسقوط أكثر من 160 إنساناً مصرياً وأجنبياً.. ضحايا حادث مركب رشيد.
أكد الرئيس أن الدولة لن تتخلى عن شبابها.. وكشف عن توجه الدولة لإنهاء جميع العوائق البيروقراطية أمام الاستثمارات الصغيرة والمتناهية الصغر.. ولكن للأسف الشديد الرئيس السيسى يعمل فى اتجاه، بينما تعمل أجهزة الحكومة والبنوك فى اتجاه معاكس.
لقد سبق أن أصدر الرئيس توجيهاته بإزالة أية معوقات أمام الشباب للحصول على قروض لإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر.. وتم تخصيص حوالى 200 مليار جنيه لهذا الغرض.. ولكن للأسف البنوك مستمرة فى وضع العراقيل أمام استثمارات الشباب وتطلب ضمانات وتضع شروطاً تفوق طاقة الشباب الباحث عن قرض صغير لإقامة مشروع بسيط يبدأ به حياته العملية.. وعندما سألت أحد مسئولى البنوك عن أسباب المعوقات قال إن موظف البنك يريد تعليمات مكتوبة بالتيسيرات.. فلا قيمة للتعليمات الشفوية التى لا تتعدى كلمة..قدموا تسهيلات..!
فالموظف لا يعمل إلا بالإجراءات والقواعد المكتوبة.. والضمانات المفروضة..حتى لا يتعرض للمسائلة القانونية.
فالشباب المصرى يعانى.. ويتعرض لضغوط تحاصره.. فى مقدمتها فقدان الأمل فى إقامة مشروع صغير.. أو الحصول على فرصة عمل مناسبة.. وهذا ما يدفع عدد كبير من الشباب إلى الهجرة غير الشرعية خاصة أن بعض شباب قريته قد نجح فى الهجرة وحقق أحلامه فى بناء منزل وتحقيق ثروة.. لذلك يصر بعض الشباب على الإقدام على الهجرة غير الشرعية وتعريض حياته للخطر أو الموت فى عرض البحر.. وتكرار تلك التجربة القاتلة لأنه يعتبر أن المغامرة فى عبور البحر وراءها أمل كبير.. أما البقاء فى الداخل فبمثابة معاناة تصل إلى حد الموت بلا أمل..!!
ربما تكون كلمة الرئيس السيسى وتوجيهاته للحكومة بإزالة المعوقات أمام الشباب وتوفير فرص العمل له.. جزءاً من الحل.. حال ترجمة تلك التوجيهات إلى واقع.. خاصة أن الهجرة غير الشرعية مغامرة أو مخاطرة غير محسوبة.. وتمثل خطراً جسيماً على شبابنا.. كما أن المبلغ المالى الذى يدفعه الشباب فى مغامرة الهجرة غير الشرعية يمكن أن يستثمره فى مشروع صغير يمكن أن يكبر.. ولكن للأسف عدد كبير من شبابنا يقبل أعمالاً فى الخارج بينما لا يقبلها فى بلده.
إن الهجرة غير الشرعية.. ليست جديدة.. ونعانى منها منذ عقود.. ولكن ما أثار دهشتى هو دفاع المستشار المحترم مجدى العجاتى وزير الدولة للشئون القانونية ومجلس النواب عن الحكومة فى أزمة ومأساة مركب رشيد.. قائلاً: الحكومة ماكنتش نايمة فى العسل فى أزمة الهجرة غير الشرعية.. وتتعرض لاتهامات كبيرة فى غير محلها..!
وهنا أتساءل: ماذا كان يحدث إذا كانت الحكومة نائمة..؟!
ربنا يستر.. اللهم احفظ مصر وأهلها.. وشبابها الذى يفكر فى الهجرة.