عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هو قرض صندوق البنك الدولى ده يعنى ....هيضر بينا ولا ده حاجة كويسة وهنستفيد منها فى ظروفنا ديه ....  ولا هو حرام اصلا وميصحش نعمل  كده ؟؟؟!!!

(…..إيه رأي حضرتك بقى فى القرض اللى هتاخده مصر من صندوق النقد الدولى؟) كان هذا السؤال من أكثر الأسئلة التى طرحت مجتمعيا فى الأيام  القليلة الماضية، وعلى أنا  بشكل شخصى، وذلك على الرغم من أننى من غير المتخصصين فى علم الاقتصاد ولا عالم المال والأعمال، ولكن وعلى ما يبدو أن الشأن الاقتصادى لصيق الصلة بالشأن العام، حيث إنه يتدخل ليؤثر سواء بشكل مباشر أو غير مباشر فى أدق تفاصيل أحوال البلاد والعباد، ولذا نجده يفرض نفسه علينا بكل قوة، ومتواجدا فى بؤرة تفكيرنا كمواطنين عاديين سواء شئنا ذلك أم أبينا!

وعلى الرغم من أهمية هذا السؤال المطروح فإننى أرى أن هناك سؤالا آخر مرتبطا به ولربما لا يقل أهمية وخطورة عنه ألا وهو : هل يستطيع مجتمع فقير أن يتطور دون أن يضطر إلى الأخذ بنظم قاسية أو غير عادلة؟

وبمناسبة حديثنا عن قرض صندوق البنك الدولى اسمحوا لى أعزائى القراء  أن أحدثكم عن بعض ما جاء فى كتاب «دبلوماسية التنمية الاقتصادية» والذى صدر فى بداية حقبة الستينيات لـ« يوجين بلاك» المدير العام للبنك الدولى حينها وقد كتب الآتى:

- إن (دبلوماسية التنمية الاقتصادية): هى فن تحقيق التنمية بأقل قدر ممكن من الصراع.....ودعونا أعزائى ندقق بعض الشىء فى تلك الكلمات!  ... حيث نجد بالفعل أن كل تغيير أو تطوير اقتصادى ينطوى حتما أو لابد أن يصحبه تغيير اجتماعى، والتغيير عادة لا يتم بسهولة، ومن هنا نجد أن «التنمية» إنما هى مهمة دقيقة جدا و أيضا خطرة جدا.

- ومن جانب آخر يقول «يوجين» أيضا: إن الناس فى البلاد الفقيرة بدأوا يرفضون الاعتراف بأن فقرهم حظ لا مفر منه،  ويؤمنون بأن الإنسان يستطيع أن يسيطر على حياته ويغيرها..... مممم رائع جدا....ولكن هل يا ترى كلام «يوجين» ينطبق علينا؟! فكروا معى فى الأمر قليلا قبل الإجابة، أو دعونا نطبقه  فورا من دون تفكير! وأرى ذلك الأفضل .... ونعود للكاتب مجددا والذى أطلق  اسم «ثورة الآمال الكبيرة» على هذا الكلام السابق، وأكد ضرورة  مواجهة دبلوماسية التنمية الاقتصادية لتلك الآمال، فـ«الدبلوماسية السياسية» منذ قرون تعرف ما يسمى بعملية «توازن القوى»، أما « الدبلوماسية الاقتصادية « فعليها أن تتعامل مع عملية جديدة يمكن أن تسمى «توازن الآمال»  ... وهنا يمكن أن نطرح ذلك السؤال وهو: كيف تكون للبلاد المتخلفة اقتصاديا آمال متوازنة؟؟؟؟ ويا له من سؤااااال!

وأعلم أعزائى الكرام أن البعض منكم قد يتساءل الآن: وما هى دبلوماسية التنمية تلك؟ وقبل أن يتهمنى البعض أيضا باستخدام مصطلحات قد تكون مركبة بعض الشىء أو غير واضحة، فسأجيبكم سريعا: دبلوماسية التنمية (والتى تحتاج لدبلوماسى تنمية حتما وتلك مهنة أعلن ظهورها الأول «يوجين») والذى أوضح كذلك بأن العالم قد عرف السياسى الذى لا ينظر إلا إلى الاعتبارات السياسية .. كما عرف التاجر والمستثمر اللذين لا يعرفان إلا التجارة والربح والخسارة .. ولكن بين الاثنين فجوة واسعة لن يملأها إلا نوع قديم بالنسبة للغرب حديث بالنسبة لنا وهو : منصب او مصطلح الدبلوماسى الاقتصادى أو دبلوماسى التنمية!

وللحديث بقية....