رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أنوار الحقيقة

من أبرز الملاحظات على زيارة الرئيس السيسى للصين منذ أيام، أنه عندما نزل على سلم الطائرة فى مطار مدينة «هانجشتو» سار على البساط الأحمر وسط صفين من حرس الشرف مسافة طويلة حتى التقى الرئيس الصينى «جين بينج»، بينما الرئيس أوباما قد تم فتح باب طائرة «القوات الجوية» الرئاسية، للنزول منها ولكن لم يتم وضع سلم للنزول عليه بصفة متعمدة على الأرجح، فاضطر أوباما إلى النزول من سلم باب خلفى للطائرة مخصص سلمه للنزول بالنسبة للحقائب وغيرها من الأشياء، وقد سار أوباما دون بساط أحمر حتى مقابلة الرئيس الصينى جين بينج.

وقد كانت دعوة الرئيس الصينى للرئيس المصرى باعتباره «عضو شرف» بالمؤتمر حيث أجرى السيسى محادثات مع الرئيس الصينى جين بينج ومعاونيه فى مشروعات للتنمية المستدامة وللمشاركة فى القضاء على الإرهاب والجماعات الإرهابية، وتعميق العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين وفى جميع المجالات التنموية، فضلاً عن متابعة تنفيذ المشروعات التى تتولى الصين إنشاءها فى مصر.

ويتضح من مقارنة المعاملة التى تلقاها الرئيس المصرى، والتى تلقاها الرئيس الأمريكى أوباما أن رئيس الولايات المتحدة ليس محل تقدير أو احترام من الصين ورئيسها! مثل الرئيس المصرى السيسى، ولعل السبب فى ذلك حسب اعتقادى، هو السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى أوباما من حيث تدبير وتنظيم وتجنيد عناصر الجماعة الإرهابية الإخوانية وداعش وغيرهما من المنظمات الإرهابية الدولية المتطرفة التى لم يقرر الكونجرس ولا الرئيس الأمريكى أنها جماعات إرهابية يتعين مكافحتها وضربها وتصفيتها، نتيجة ما ارتكبته وأدى إلى عشرات الآلاف من المهاجرين المشردين والقتلى بسبب هذه الجماعات الإرهابية فى سوريا والعراق وليبيا واليمن، وبالطبع هناك تساؤل شديد عن ما هية المصالح التى يحققها أوباما والإدارة الأمريكية فى نهاية فترته الرئاسية الثانية، من هذه الجرائم البشعة ضد الإنسانية والشرعية الدولية والتى دبرها ويديرها أوباما بالعملاء وأجهزة المخابرات والقوات المسلحة الأمريكية، وأظن أنه ليس السبب هو نهب أمريكا للبترول والغاز الخاص بالدول العربية المذكورة، لأنه بالفعل تسيطر أمريكا على هذه الثروة البترولية فى هذه الدول وعلى مستوى العالم وتحتل القوات الأمريكية هذه الدول البترولية لنهب أمريكا ثروتها البترولية!

ولكن الأرجح فى رأيى هو إصرار أوباما وقبله بوش الصغير، على عقد صفقات للسلاح مع هذه الدول العربية بالشرق الأوسط، ومن أبرز الأدلة على صحة ذلك أن السعودية اشترت بحوالى 65 مليار دولار أسلحة من أمريكا منذ عدة شهور، وذلك فضلاً عن تفتيت وتقسيم هذه الدول وتصفية جيوشها وقواتها المسلحة فى حروب أهلية طائفية لإزالة أى خطر لهذه الدول البترولية على أمن إسرائيل!

ورغم أن هذا الهدف مشكوك فيه لعدم توفر القدرة العسكرية أو الإرادة القومية للدول العربية النامية لمقاومة التقسيم والتفتيت والنهب، فى الحرب ضد إسرائيل وإزالتها من الوجود، كما قد يظن الرئيس الأمريكي الأسود أوباما!، ولا شك فى أن عشرات الآلاف من المهاجرين والقتلى والمصابين السوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين وغيرهم فى رقبة ومسئولية الرئيس الأمريكى مجرم الحرب وعدو السلام مع الشعوب العربية والإسلامية، ولا أظن أن الرئيس الأمريكى أوباما الذى اقترب يوم نهاية ولايته الرئاسية الأمريكية، لديه القدرة أو الضمير الإنسانى الذى يدعوه لوقف هذه الحروب الوحشية فى الدول العربية والإسلامية بالشرق الأوسط، والأرجح أنه سوف تنتهى مدة رئاسته بعد عدة شهور ويصبح بلا سلطة ولا نفوذ وقوة وملعون من شعوب العالم الحرة والمحبة للسلام، والتى ترعى وتحمى حقوق الإنسان!