رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

الآن أقف بين يدى الله فى حضور أكبر  مؤتمر فى العالم، وهو المؤتمر الوحيد، الذى يتفق فيه الجميع على كلمة التوحيد، لا إله إلا الله.. أقف فى أجمل وأطهر بقاع الأرض.. بيت الله الحرام جلّ جلاله الملك الوحيد فى الكون، مالك الملك، مالك الأكوان وخالقها. من بين الملايين أقف ويرتعد جسدى من هول الموقف وحلاوته، نقف جميعًا فى هذا المؤتمر الكبير.. فما رأيكم لمن  وجهت له دعوة من ملك الملوك.. دعانى لبيته لحد بباب بيته.

فهو ربى أقرب قريب وأحسن حبيب، وأقوى طبيب لجروحى أنا وقلبى، قلبى الذى أصبح لا يتسع إلا لحبه سبحانه.. فنحيت كل دخيل على قلبى ليس ذلك فحسب وإنما أغلقت قلبى عمن عداه.. لقد هرعت إلى خالقى عندما دعانى فلبيت النداء، نداء خالق الأحبة ومعلم الأطبة.. وجابر كل كسير.. لم أتمالك نفسى عندما كتبها الله لى أن أحج عن أمى رحمها الله وانتفضت جوارحى واهتز جسدى.. اليوم أنا فى بيته المعمور القائم فوقه مباشرة عرش الرحمن، عرش من وقف وأخذ بيدى حقا فى الضيق والفرج، فى الشدة والسرور. أمام كل ذلك انهمرت الدموع من عينى وانسابت على وجنتى التى اعتادت أن تنساب فى وجهى من شدة أحزانى طوال سنوات عجاف مرت بى وعشتها كالليل الدامس البهيم.. إننى الآن أبكى من خشية الله أمام ندائه داخل بيته الحرام تارة وتارة أخرى لأننى أحج هذه المرة لوجه الله تعالى نيابة عن أمى رحمها الله التى بالنسبة لى هى أمى وأبى وكل الحياة.. والتي افتقدتها بعدها، لقد جاءت لها دعوة الحج وكانت على مشارف الموت وفراش المرض فأوكلت لى المهمة.

أبكى يا أمى يا من كنت أود أن أحملك فوق رأسى أو ظهرى أو أساعد فى حملك أو أتأبط ذراعك الحنون.. نؤدى معًا مناسك الحج يا أمى فليهدأ قلبك الآن الذى أعيته همومنا ونامى قريرة العين فأنا الآن شعثاء غبراء من الرحلة أقف بين يدى الله ولا أملك لك سوى الدعاء والبكاء عليك، وأيضًا من خشية الله الذى شرفنى بزيارة بيته، نقف جميعًا موحدين بالله ونلبس لباسا واحدا نقف على صعيد واحد نتوجه إلى رب واحد لا فرق بين غنى وفقير ولا أسود وأبيض إلا بالتقوى، كلنا هنا سواء وسواسية جئنا لتحقيق الوحدة والإخوة الإسلامية والتعاون فى الخير، جئنا هنا أملا فى محو ذنوبنا.. ربى لا تردنا ونحن على بابك واغفر لأمى وأبى واغفر لى وللمؤمنين.. وادعو لمن لم يحالفه الحظ هذا العام بالنظر إلى الكعبة المشرفة أن ينالها فى العام التالي إن شاء الله.. ونعود جميعا نعمل بهذا الحج قدر المستطاع.