عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

طاقة أمل

وقد راح عدد من أصدقائى إلى تبنى رأى أو فكرة أن الأيام المقبلة ستحمل المزيد من التوترات والتصعيد ما بين روسيا وإسرائيل، وذكر أحدهم الجملة التى جاءت على لسان «نتانياهو» عندما قال (إن إسرائيل أصبحت لها حدود مشتركة مع روسيا) وذلك عقب التدخل العسكرى الروسى الرسمى فى سوريا، وأذكر أنا أيضاً تصريحاً قد قرأته لسفير إسرائيلى قال فيه ما معناه (إن إسرائيل لا يمكنها تجاهل الأبعاد الجيوسياسية بعيدة المدى للتحرك الروسى على رقعة شطرنج الشرق الأوسط). وأكد الأصدقاء هنا على أنه أصبح هناك تهديد مباشر الآن لسلاح الجو الإسرائيلى وذلك بانضمام منظومة الصواريخ الاعتراضية المتطورة «إس- 400»، ويزيد الطين بلة توسيع روسيا دائرة حلفائها بالمنطقة، وذلك بتوقيعها الفترة الماضية اتفاق التعاون الاستخباراتى مع العراق كنظيره الموقع مع إيران من قبل، بالإضافة أنه يتردد فى الأوساط عن ثقة تسليم موسكو طهران منظومة دفاع جوى متطورة، وأيضاً تجاوز أزمة سقوط الطائرة الروسية بين القاهرة وموسكو عزز من رأيهم لتوقع تصاعد العداء و التصعيد ولربما المواجهة كما ذكرت سالفاً.

هذا من جانب وعلى الجانب الآخر شاركنى البعض وجهة نظرى فى تبنى فكرة أن تبادل المصالح بين الطرفين سينتج عنه حالة احتواء وتنسيق، ففى سبتمبر الماضى تم اللقاء ما بين رئيس الوزراء الإسرائيلى والرئيس الروسى بناء على طلب عاجل من الجانب اﻹسرائيلى، وذلك لمعرفة حدود التدخل الروسى فى سوريا، والتنسيق بناء عليه بين الطرفين بخصوص التحرك الإسرائيلى فى سوريا لمنع وقوع صدام بين الطرفين، وأيضاً لمنع نقل أى أسلحة متطورة لحزب الله من سوريا إلى لبنان، ومنع وجود قوات من حزب الله وإيران فى المنطقة الجنوبية السورية المحاذية لهضبة الجولان لضمان عدم تهديد أمن إسرائيل، وبالفعل تم تشكيل لجنة عسكرية مشتركة للتنسيق بين الجيشين، كما أكد الجنرال «عاموس يادلين» رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أن إسرائيل لن تهاجم أهدافاً فى سوريا يتضرر فيها روس مطلقاً، وصرح كذلك بأن الروس ليسوا أعداءنا اليوم.

وأعتقد أن إسرائيل تنظر الآن للتدخل الروسى على أنه أمر يحقق لها أهدافها الخبيثة، حيث إنه سيمنع سقوط نظام بشار الأسد، ويجعل من منطقة «سوريا الصغرى» على الساحل منطقة نفوذ روسى تحت حكم بشار مما يزيد احتمالات تقسيم سوريا وإضعافها كدولة وجيش وشعب، وفى نفس الوقت الإبقاء على نظام «بشار» ضعيفاً لا يقوى على شىء.

ونرى كذلك من الرئيس الروسى محاولات طمأنة للجانب الإسرائيلى، وقد بدا ذلك فى أكثر من تصريح له وبأكثر من وسيلة، مما يؤكد حرص «بوتين» على الاحتفاظ بعلاقات جيد ة ما بين بلاده وإسرائيل، وجدير بالذكر أيضاً أن تلك العلاقات تطورت فى عهده إلى ما يقرب من مستوى الشراكة. فروسيا على ما يبدو لا تريد أن تزيد من تأزم علاقاتها مع أمريكا بعداء إسرائيل، وتريد ألا توسع عملياتها فى سوريا، حيث إنها تعانى أزمة اقتصادية، والتى كان من أسبابها العقوبات التى فرضت عليها بسبب الأزمة الأوكرانية، فروسيا تسعى لتحقيق أهدافها بتكلفة مقبولة.

وفى اعتقادى أن الجانبين الروسى والإسرائيلى حالياً حريصان كل الحرص على المحافظة بل وتطوير علاقاتهما.