رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أنوار الحقيقة

لا يمر أسبوع إلا وتعلن القوات المسلحة فى وسائل الإعلام عن نتيجة المواجهة بين هذه القوات الوطنية وعصابات الإرهاب فى سيناء، وتتضمن أخبار هذه المواجهة أنه يتم بالفعل تصفية وقتل عشرات من الجماعة الإرهابية، كما يتم القبض على عدد آخر منهم، فضلاً عن ضبط ومصادرة العديد من الأسلحة المختلفة مع ذخائرها، وكذلك على كميات هائلة من المخدرات من البانجو والحشيش ومخدر الترامادول والسجائر المسرطنة والمهربة، هذا فضلاً عن عشرات الآلاف من العملة الأجنبية، وبصفة خاصة من الدولارات! وكذلك بالإضافة إلى القبض على عشرات من المتهمين المصريين خلال محاولتهم الهجرة غير المشروعة من السواحل المصرية على البحر الأبيض إلى الدول الأوروبية! وتثير هذه الأخبار المتكررة العديد من الأسئلة وأخطرها من أين يتم حصول الإرهابيين على الأسلحة والمخدرات العديدة التى يتم ضبطها ومصادرتها!

ولماذا لا يتوقف هذا السيل من الإرهابيين المتسللين مع الأسلحة والمخدرات والأموال، ومن المنطقى افتراض أن هناك ثغرات مفتوحة فى الحائط الأمنى المصرى بين شمال سيناء ومنظمة حماس الإرهابية فى غزة، وأن صعوبة وقف هذا الغزو والتسلل الإرهابى سببه الأساسى هو تخفى الإرهابيين والمجرمين فى بؤر خفية فى سيناء وأن عدد هؤلاء كبير يتجاوز المئات من الإرهابيين المدربين، ولابد إذن أن تمنع القوات المسلحة تسلل هؤلاء الإرهابيين إلى سيناء كما أنه لابد لذلك من أن تتوفر المعلومات الصحيحة عن هؤلاء الإرهابيين بجهد كبير من أجهزة المخابرات والأمن الوطنى المصرى، ويحتاج الأمر بالطبع إلى استراتيجية وتكتيكات تكفل إغلاق الثغرات التى يتم التسلل منها ومحاصرة البؤر التى يتجمعون فيها مع استخدام القوة المسلحة بحسم وشدة للقبض على الإرهابيين وإبادة من يقاوم بالسلاح أو يعتدى على رجال القوات المسلحة، وفى هذا الخصوص فإنه يجب أيضاً أن تشترك قوات من الأمن القومى الشرطى مع القوات المسلحة فى عمليات جمع المعلومات وعمليات الاقتحام والهجوم من هذه القوات مجتمعة على البؤر الإرهابية، وأساس ذلك ليس فقط التعاون المثمر بين أجهزة الأمن الشرطى والقوات المسلحة المصرية، ولكن ذلك يجعل القضايا الخاصة بمحاكمة الإرهابيين المقبوض عليهم مناط الاختصاص بنظرها والفصل فيها المحاكم والنيابة العسكرية!

وذلك يكفل سرعة الفصل بحسم وشدة فى هذه الجنايات، كذلك فإن مواجهة هذه العصابات الإرهابية يقتضى أن يتوفر للقوات المسلحة مع الشرطة أسلحة ووسائل اتصال ونقل متفوقة على ما يحوزه الإرهابيون، ويجب ذلك لسهولة متابعة وملاحقة من يحاول الإفلات من هؤلاء الإرهابيين بوسائل نقل سريعة وخفيفة مثل السيارات المصفحة والموتوسيكلات، ولكفالة النجاح فى وقف تسرب الإرهابيين إلى سيناء يجب أن يتم ذلك بخطة بحثية ومعلوماتية عميقة وواسعة للتوصل إلى معلومات دقيقة وشاملة عن مصادر التسلل ووسائله مع التهريب للأسلحة والمخدرات وتحديد البؤر الإرهابية التى يختبئون فيها بسيناء مع القبض علي العملاء والخونة الذين يساعدون بالمشاركة فى إخفاء الإرهابيين وحمايتهم، والمأمول أن تنجح القوات المسلحة بالتنسيق والتعاون مع الشرطة الوطنية فى حسم الأمر والقضاء على كل العناصر الإرهابية المتسللة إلى سيناء ومنع أى تسلل جديد إلى هذه البؤر وقد يقتضى تحقيق ذلك تعديل سريع فى قوانين الشرطة والسلطة القضائية وقانون الأحكام العسكرية والطوارئ.. والله ينصر من ينصره.

رئيس مجلس الدولة الأسبق