رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

عرضنا فى المقال السابق الجزء الأول من الحوار الذى أجراه موقع «إنفورميشن كليرنج هاوس» مع الكاتب الشهير مايكل هدسون فى 19 يوليو تحت عنوان «مواجهة أمريكا وحلف الناتو الحدودية مع روسيا تخاطر بحرب نووية» ونعرض فيما يلى الجزء الثانى من الحوار.

يقول «هدسون» لمندوبة الموقع: لقد قال بوتين وقادة روسيا إنهم إذا شكوا أن طائرة أمريكية قد اخترقت المجال الجوى الروسى ولو لمسافة ليلة فإنهم لم يدركوا ما إذا كان ذلك مقدمة لهجوم نووى على روسيا، وفى هذه الحالة فإنهم لن يخاطروا بالانتظار للتأكد من هدف الطائرة، ففى هذه الحالة ستقوم روسيا بهجوم نووى عاجل بالقنابل الهيدروچينية تمحى فيه برلين وفرانكفورت ولندن ومانشيستر وبروكسل، وهذا هو سبب تحذيرنا المستمر للغرب. وأوروبا مرعوبة تماما من قيام أوباما بزعزعة استقرار العالم، ويزيد رعبها من احتمال وصول هيلارى كلينتون للرئاسة، فهى تنوى تعيين الصقر المتطرف فلورنى وزيرا لدفاعها وتعيين ڤيكتوريا نولاند وزيرة للخارجية.

ويستطرد «هدسون» قائلا: إنه سافر للعديد من دول غرب أوروبا ووجد دولها مرعوبة من أن أمريكا تحاول إشعال الحرب بين روسيا ودول الناتو الأوروبية فسألته «دسفاريو» مندوبة الموقع قائلة: إنها تريد منه العودة لتصوره عن إمكان تطور الأوضاع إلى حرب نووية، وهو ما يبدو احتمالا حقيقيا. فكل من روسيا وأمريكا يقول العسكريون فيهما إن الحرب النووية أقرب احتمالا من أى وقت مضى. فلنبحث معا بدقة مصلحة الطرفين فى الوضع، فمن صاحب المصلحة فى إبقاء هذا الجو المتوتر بين الغرب وروسيا؟

فهى تعتقد أنه ليس فى أمريكا فقط يوجد أصحاب مصلحة فى إشعال هذه الحرب بل يوجد فى روسيا أيضا أصحاب مصلحة فى إشعالها. فرد «هدسون» عليها قائلا: إن إحدى النقط المثارة فى اجتماعات حلف الناتو هى دعوة الدول لعدم الاعتماد على الأسلحة الروسية، وقد أصر أوباما على أن تنفق دول الغرب 2٪ من دخلها القومى لشراء أسلحة أمريكية ولكن الواقع أن دول غرب أوروبا لا تنفق هذه النسبة على السلاح بل يدفعها التقشف إلى خفض ميزانياتها العسكرية، لأن النمو الاقتصادى فى أوروبا لا يتجاوز 2٪ سنويا، وتحاول أمريكا من خلال إشعال التوتر مع روسيا دفع غرب أوروبا لشراء المزيد من السلاح الأمريكى والواقع أن دول غرب أوروبا لا تريد التسليح ولكن مزيد من العلاقة الاقتصادية مع روسيا، خاصة ألمانيا وهذا هو بالضبط ما يدفع أوباما إلى إشعال حرب باردة جديدة لإجبار دول الغرب على شراء مزيد من السلاح الأمريكى، ولكن النتيجة هى احتمال خروج ألمانيا وفرنسا وإيطاليا من حلف الناتو خشية تطور هذه الحرب الباردة إلى حرب ساخنة.

أعادت «دسفاريو» سؤال «هدسون» عن أصحاب المصلحة فى الحرب على الجانب الروسى فرد عليها قائلا: إن سياسة أمريكا منذ عهد كارتر هى دفع روسيا لمزيد من التسلح حتى تحطم اقتصادها تمهيدا لتفكيكها وهذا ما حدث بالضبط عند تفكك الاتحاد السوفيتى، ونفس الشىء تحاوله أمريكا مع الصين ولذلك هناك دوائر فى روسيا تسعى لتدمير الاقتصاد الأمريكى بدفع أمريكا لمزيد من الإنفاق على التسلح بسبب الحرب الباردة الجديدة للوصول إلى تفكيك الولايات المتحدة نفسها كما حدث للاتحاد السوفيتى. فسألته عما يمكن عمله لتجنب هذه الكارثة التى يدفع أوباما العالم إليها فرد «هدسون» قائلا: الحل الوحيد هو حل حلف الناتو وتفكيكه، وهو ما تحاول فرنسا فعله لسنين طويلة، فلم تعد للحلف حاجة فى رأيها ولم يعد هناك أى احتمال لحرب بين الدول الأوروبية ولم يعد هناك أى احتمال لقيام روسيا بغزو دول غرب أوروبا، فعندما تفكك الاتحاد السوفيتى سنة 1990 أعلنت أوكرانيا أنها ستكون محايدة بين روسيا والغرب، فقامت أمريكا بضخ خمسة مليارات دولار فى أوكرانيا حتى تمكنت بعد عشرين عاما من إشعال ثورة فى أوكرانيا أنتجت حكومة فاشية متطرفة تنادى بالحلف مع أمريكا ضد روسيا، والصورة واضحة تماما الآن، فأمريكا لا تريد دولًا أوروبية محايدة بينها وبين روسيا واقتصاد دول غرب أوروبا يدفعها للحياد بين أمريكا وروسيا لإمكان النمو الاقتصادى دون توتر ودون مواجهات عسكرية مع روسيا، فيكون هناك تعاون اقتصادى مع روسيا على غرار ما هو موجود بين دول غرب أوروبا.

فهل ينجح معسكر الحياد والتعاون الاقتصادى بين غرب أوروبا وروسيا أم ينجح معسكر الحرب البادرة الذى يقوده أوباما حاليا بما قد يؤدى فعلا إلى حرب نووية ساخنة؟ ذلك هو السؤال.

وإلى هنا ينتهى هذا الحوار العميق عن احتمالات الحرب النووية وأسبابها ورغم ثقتنا فى أن رعب دول غرب أوروبا من حرب نووية على أرضها يقف حائط صد منيعا ضد العدوانية الأمريكية فإن اجتمال دفع معسكر الصقور الأمريكى بالعالم إلى حرب نووية هو احتمال قائم وقوى مع الأسف.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد