نشر موقع أنفورميشن كليرنج هاوس المتميز بدقة معلوماته تصريحًا صحفيًا فى 19 يوليو للكاتب الشهير مايكل هدسون بعنوان: «المواجهة الحدودية بين الناتو وروسيا تهدد بحرب نووية».
يقول هدسون إن المواجهة التى تقودها أمريكا بحلف الناتو مع روسيا تدفع الدول الأوروبية أعضاء الحلف للتفكير فى نزع السلاح أو الانسحاب من حلف الناتو نتيجة المخاطر الأمنية، وقد أدلى هدسون بتصريحه فى حوار مع مندوبة الموقع جيكاد فاريو فى واشنطن.
سألته جسيكا قائلة إن الرئيس أوباما مع قادة الحلف فى وارسو الأسبوع الماضى قال ما يبدو أن إعادة توكيد أمريكى بالدفاع عن أوروبا، فلنسمع ما قاله الرئيس، إذ قال إنه فى لحظة التحدى هذه أريد أن أنتهز الفرصة للتصريح الواضح بما لن يتغير، وهو التزام أمريكا الأكيد بأمن أوروبا والدفاع عنها، وأضاف أوباما أن طوال فترة وجوده فى الرئاسة فإن إحدى أهم أولوياته فى السياسة الخارجية كان تقوية تحالفنا خاصة مع حلف الناتو، وعندما أفكر فى السنوات الثمانى الماضية من حيث التقدم وكذا التحديات أستطيع أن أقول بثقة إننا قد وفينا بتعهدنا، فقد زادت أمريكا من تواجدها فى أوروبا، وأصبح حلف الناتو قويًا متأهبًا ومستعدًا كما كان دائما.
سألت جيسكا هدسون قائلة: حلف الناتو مستعد لدرجة أن أوباما ينوى إرسال ألف جندى لبولندا كأحد الفرق الأربعة المزمع إرسالها إلى دول الحلف المجاورة لروسيا، ولكن ما الغرض الحقيقى من إرسال هذه الفرق الأمريكية للدول المجاورة لروسيا؟ هل هذه مجرد تكتيكات أمريكية لرفع حدة التوتر بين أمريكا وروسيا؟ وما دور حلف الناتو فى الحفاظ على التوازن فى أوروبا؟ فيرد هدسون عليها قائلاً:
بمجرد أن نطق أوباما بتصريحه ثارت موجة غضب شديد فى أوروبا وأصدر الكثير من ساسة غرب أوروبا تصريحات بأن ما قاله أوباما يجعل أوروبا أقل أمناً وليس أكثر أمناً، فقد قال رئيس وزراء فرنسا فرنسوا هولاند: إننا لا نحتاج لحلف الناتو فهو لا يلعب أى دور فى علاقتنا بروسيا وصرح رئيسا الحزبين الرئيسيين فى ألمانيا بأن حلف الناتو متعطش للحرب، وصرح الرئيس الروسى الأسبق جورباتشوف بأن العالم لم يكن أكثر اقترابًا من حرب نووية عما هو عليه الآن، وقال وزير الدفاع الأمريكى الأسبق خلال تسعينات القرن الماضى وليام بيرى: إن حلف الناتو يهدد بإشعال حرب ذرية فى أوروبا، وقال أحد كبار الاستراتيجيين العسكريين الروس أن المشكلة تتلخص فى الآتى: حلف الناتو يريد وضع الطائرات المقاتلة والأسلحة على حدود روسيا، وهذا يعنى أنه لو شن هجومًا على روسيا فلن يبق لروسيا سوى بضع ثوان لشن هجوم مضاد.
ومنذ فترة قليلة قال الرئيس بوتين فى إحدى خطبه إن روسيا ليس لديها فى الواقع جيش برى، والواقع أنه ليس هناك دولة فى العالم خاصة فى نصف الكرة الأرضية الشمالى لديها جيش برى يستطيع القيام بغزو فى أى مكان، لا يمكن مثلًا تصور قيام كندا أو المكسيك بغزو أمريكا، ليس هناك دولة ديمقراطية تستطيع بناء جيش برى كبير لأن نفقاته ستجعل من إشعال حرب برية سببًا فى تدمير اقتصادها.
الواقع أن ما يحاول حلف الناتو عمله هو دفع روسيا لإنشاء جيش برى ضخم لتدمير الاقتصاد الروسى عن طريق دفع المزيد من الموارد الروسية فى التسليح بدلًا من استخدامها مدنياً، ولكن روسيا متيقظة لذلك لن تسقط فى هذا الفخ، وقد صرح بوتين بأن روسيا لا تنوى بناء جيش برى كبير ولا يتصور أن روسيا تنوى غزو دويلات البلطيق أو بولندا.
وأضاف بوتين أن روسيا لديها رغم ذلك وسيلة ردع أى هجوم عليها وهى استخدام الأسلحة الذرية، فهذه الأسلحة دفاعية بطبيعتها الكل يقول إنه لم تعد هناك حاجة لجيوش فى أى دولة ما دامت الدولة لديها أسلحة ذرية، لأن من يهاجمها تستطيع محوه من الوجود، ويضيف بوتين: إنه ليس هناك من يستطيع غزو روسيا، والواقع أنه لم تعد هناك دولة تستطيع غزو دولة أخرى، وبالتالى فإن روسيا لا تستطيع غزو أوروبا.
ونقف عند هذه الفقرة من حديث هدسون لنستكمل فى المقال التالى ما قاله بوتين عن احتمالات قيام روسيا بشن هجوم نووى وقائى على دول الغرب إن خافت من احتمال قوى بأن الغرب يستعد لغزوها.
الرئيس الشرفى لحزب الوفد