رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

عرضنا في المقال السابق الجزء الأول من الحديث الصحفي الخطير الذي أدلى به الكاتب الشهير وليام إنجدال لمحرر موقع انفورميشن كليرنج هاوس في 18 يوليو شارحاً من وجهة  نظره أسباب محاولة الانقلاب الفاشلة  في تركيا ذاكرا أنها من ترتيب المخابرات الأمريكية CIA عن طريق أتباع فتح الله جولن غريم أردوجان الأول الذي تحركه CIAالتي يعيش لاجئاً في حمايتها في ولاية بنسلفانيا وان سبب محاولة الانقلاب هو التحول الجيوسياسي الخطير لأردوجان بتحوله لروسيا واستسلامه لكل طلباتها بالنسبة لسوريا وكذا حل كل مشاكله مع اسرائيل. ونعرض في هذا المقال باقي الحديث الصحفي مع محرر موقع انفورميشن كليرنج هاوس:

ردا علي سؤال المحرر عن كيف نفسر المعلومات التي تزعم أن اردوجان حاول اللجوء السياسي في ألمانيا. وهل يعتقد إنجدال أن المانيا لن توافق؟ يرد انجدال قائلاً إن هناك شائعات عديدة ليست لدي معلومات عنها.

وعندما يسأله المحرر عن رأيه في موقف أمريكا وروسيا من الأحداث الأخيرة يرد انجدال قائلاً: يجب أن يكون واضحا فيما قلت أن أمريكا كانت وراء الانقلاب. وكان هذا رد فعلها العاجز علي التغييرات الجيوسياسية  الكبري لأردوجان منذ يونية عندما طرد داود أوغلو من  منصبه كرئيس وزراء وعين مكانه صنيعته بينالي يلدرين. فعند هذه النقطة تحرك اردوجان متباعدا عن استراتيجية أمريكا المعاون لبشار الأسد في سوريا  واتجه نحو اسرائيل «التي تقف في تناقض جيوسياسي شديد مع أمريكا حالياً». كما تحول نحو روسيا والآن تحول حتي نحو الأسد في سوريا.

وعندما سأله المحرر عن اثر وضع تركيا كعضو في حلف الناتو علي هذه التحولات رد انجدال قائلاً إن ذلك الأمر من الصعب تقييمه. فأمريكا تحتاج تركيا جداً داخل حلف الناتو لخدمة استراتيجيتها العالمية خاصة للسيطرة علي تدفق النفط في الشرق الأوسط. والآن يضاف تدفق الغاز كذلك وهذا هو سبب أنه عندما اتضح أن محاولة الانقلاب فشلت سارع أوباما وبطانته بتأييد «صديقهم» اردوجان ويسمي ذلك في لغة المخابرات «تحديد الضرر». وعندما سأله المحرر عما إذا كان يعتقد أنه من الأفضل لتركيا ان اردوجان وحكومته الحالية يتم عزلهم بهذه الطريقة بدلا من اسقاطها بانتخابات.

أجاب انجدال انه في الوقت الذي يدلي فيه بهذا التصريح يبدو أن اردوجان مسيطر تماماً علي السلطة ربما أكثر من الأول.

وعندما سأله المحرر عن كيف ستؤثر أحداث تركيا علي الاتحاد الأوروبي. أجاب انجدال أن الاتحاد الأوروبي في طريقه للتفكك. لقد كان دائماً فكرة شيطانية داخل مشروعه في خمسينيات القرن العشرين شجعها تشرشل وأقطاب CIA الأوائل وأصدقاؤهم في أوربا مثل موتيه حتي يسهل علي أمريكا السيطرة علي أوروبا. وكان هذا واضحا عندما أطلق الرئيس أوباما تصريحه المتهور متدخلا في السياسة البريطانية وطالبا من البريطانيين ألا يصوتوا بترك الاتحاد الأوروبي .إن الاتحاد الأوروبي شيطان لا وجه له وبيروقراطية غير منتخبة  وغير مسئولة أمام الشعب. تجلس في بروكسل  بجوار حلف الناتو وقيادته.

 لقد بدأ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عملية تفكك الاتحاد. وأعتقد أن خطوات التفكيك ستتسارع.. وربما تكون المجر هي الدولة التالية للانسحاب من الاتحاد اذا عجز CIA عن تدبير ثورة ملونة بها ضد حكومة أوربان قبل عقد الاستفتاء عن الخروج من الاتحاد الأوربي في أكتوبر المقبل ،أما فرنسا فأعوان ماري لوبان وملايين الفرنسيين قد نفد صبرهم نتيجة إملاءات بروكسل لهم. ولننظر إلي القرار الاجرامي مؤخراً. فرغم الدلائل العلمية القاطعة بأن مادة الجليفوستين المستخدمة علي نطاق واسع داخل الاتحاد الأوربي للقضاء علي الحشائش الطفيلية ضارة جداً ومخالفة لكل قواعد الصحة العامة وسامة للغذاء فقد صدر القرار بمد العمل باستخدامها 18 شهرا أخري. وليس هذا الإجرام هو ما ينتظره مواطنو الاتحاد الأوروبي من موظفيه.

وعندما سأله المحرر عما يعتقد بشأن تأثير أحداث تركيا علي مشكلة الهجرة لدول الاتحاد. وهل يعتقد أنها ستؤدي الي اعادة اللاجئين الي دولهم الأصلية. أجاب انجدال أنه من السابق  لأوانه التنبؤ. فإذا توسط بوتين نيابة عن أردوجان والأسد وربما بمساعدة من اسرائيل في الوصول الي سلام حقيقي في سوريا فسيتوقف تدفق اللاجئين علي أوربا.

فالناس تريد العودة الي بلادها لاعادة بنائها وبناء حياتها.

وإلي هنا ينتهي هذا الحديث العميق للكاتب الشهير انجدال. وبالنسبة لنا فمصدر القلق الأكبر في نظري هو أن تتطور العلاقة بين روسيا وتركيا اردوجان عدونا الأول الي تراجع كبير في علاقة روسيا بمصر وموقف بوتين المتشدد بالنسبة لعودة  السياحة الروسية ورحلات الطيران لمصر يذكرني بالمثل القائل: في السياسة ليس هناك أصدقاء دائمون أو أعداء دائمون بل مصالح دائمة.

 

الرئيس الشرفي لحزب الوفد