رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نشر موقع إنفورميشن كليرنج هاوس فى 18 يوليو، مقالاً غاية فى الخطورة للكاتب الشهير وليام إنجدال فى صورة حوار مع محرر لموقع يشرح فيه - من وجهة نظره - دوافع محاولة الانقلاب العسكرى التى فشلت فى تركيا.

يقول إنجدال إن مجموعة من ضباط الجيش التركى أعلنت يوم 15 يوليو أنها قامت بانقلاب عسكرى وسيطرت على الدولة، وزعمت أن أردوغان كان يحاول فى يأس النجاة بحياته، وأن ضباط الانقلاب يعيدون النظام فى البلاد، والمشكلة الوحيدة لهؤلاء الضباط ومسانديهم فى المخابرات الأمريكية cia فى فيرجينيا وفى سيلورزبورج حيث يقيم الناشط السياسى التركى فتح الله جولن الذى يختفى هناك فى حماية cia فى المنفى أن محاولة الانقلاب لم تنجح.

وخلف محاولة الانقلاب هناك قصة شديدة الدراماتيكية لتحول ضخم جيوسياسى قام به أردوغان، ووسط محاولة التحول قام أعوان جولن بحركتهم اليائسة للانقلاب الذى فشل، وقام محرر الموقع باستجواب إنجدال على النحو التالى لشرح خلفية الأحداث الدراماتيكية.

سأل المحرر إنجدال عن تعليقه على أحداث يوم الجمعة إلى السبت عندما قام الجيش بالانقلاب وهل كانت متوقعة؟.. فرد إنجدال بأن الانقلاب كان رد فعل لمحاولة أردوغان مؤخراً للتحول الجيوسياسى الكبير، وكانت محاولة الانقلاب مدفوعة بشبكة فى تركيا موالية للمخابرات الأمريكية، وكان واضحاً أنها كانت تحركاً يائساً وكان إعداده سيئاً.

ولما سأله المحرر عن الأسباب الحقيقية لهذه الحركة من الجيش؟.. أجاب إنجدال أنها شبكة من الضباط داخل الجيش موالية لفتح الله جولن وحركته، فجولن تحت سيطرة cia بنسبة 100٪ ويعيش فى المنفى منذ سنوات فى سيلورزبورج بولاية بنسلفانيا بعد حصوله على إقامة رتبتها له عناصر سابقة من cia مثل جراهام فولر والسفير الأمريكى السابق فى أنقرة، وقد كان جولن لعقود عديدة مشروعاً لـ cia لتسليح الإسلام السياسى واستخدامه كأداة لتغيير الأنظمة، ولنذكر عام 2013 مظاهرات الاحتجاج الضخمة ضد أردوغان فى إسطنبول وغيرها، فقد كان ذلك عندما انشق جولن عن أردوغان بعد أن كان قد عقد صفقة معه ومع حزب العدالة والتنمية، وهاجمت الصحف التابعة لجولن مثل جريدة زمان أردوغان بأنه ديكتاتور، ومنذ ذلك الوقت تحرك أردوغان لسحق أخطر منافسيه داخل تركيا، ولم تكن الحرب بينهما حرباً بين الخير والشر، بل صراعاً على السلطة فى تركيا، وإذا أراد القارئ مزيداً من التفاصيل، فعليه أن يقرأ كتاب إنجدال الصادر بالألمانية بعنوان «حرب أمريكا المقدسة».

ولما سأله المحرر: هل يعتقد أن الأحداث الأخيرة فى تركيا قد تقود لحرب أهلية؟.. أجاب إنجدال أنه يشك فى ذلك، فحركة جولن قد تم تحجيمها كثيراً خلال السنتين الأخيرتين بمعرفة أردوغان وجهاز مخابراته، فقد مضى الوقت الذى كان فيه جيش أتاتورك هو حامى الدستور التركى منذ عام 1980.. وأضاف إنجدال أنه من المهم مراقبة السياسة الخارجية لأردوغان الآن، تقارب مع روسيا وإعادة التفاوض على خط أنابيب روسى تركى يصل لحدود اليونان، وتقارب مع نتنياهو فى نفس الوقت، وأكثر الأمور أهمية هو موافقة أردوغان على ما يبدو على شروط بوتين لإعادة العلاقة مع تركيا وضمنها أن يكف أردوغان عن محاولة إسقاط بشار الأسد عن طريق دعم داعش سراً ودعم غيرها من عصابات الإرهاب التى تتدرب فى تركيا وبيع النفط السورى سراً فى السوق السوداء، كان هذا الاتفاق هزيمة جيوسياسية كبيرة لأوباما الذى يعتبر أكثر رؤساء أمريكا فشلاً فى إدارته، ولا ينافسه فى الفشل ربما سوى كلينتون وجورج بوش الابن.

وسأله المحرر: هل تعتقد أن بهذه الطريقة ستتم الإطاحة بأردوغان؟.. فرد إنجدال: ليس محتملاً كما يبدو الأمر الآن، وحتى فى الساعات الأولى عندما قال أردوغان للصحافة إن محاولة الانقلاب وراءها جولن كنت مقتنعاً أن جولن سيفشل، واليوم 16 يوليو يبدو أنه فشل وفضحت الـ cia ويحاول أوباما والناتو تغطية الأمر عن طريق إعلانهم مساندة الديمقراطية وأردوغان، لم يكترثوا فى أوكرانيا عندما نظم cia انقلابه فى فبراير عام 2014، وأن الرئيس المنتخب ديمقراطياً فيكتوريا نوكوفتش كان رئيس أوكرانيا الشرعى، ونرى الآن الفوضى التى سببتها أمريكا فى محاولتها الإيقاع بين روسيا والاتحاد الأوروبى.

ونقف عند هذه الفقرة لنعرض فى المقال التالى باقى حديث إنجدال للمحرر.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد