عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

(إن مساعدة الصين لا ترتبط بشروط سياسية، ولا تجبر الأفارقة على عمل شىء لا يرغبون في فعله، وليست مجرد وعود فارغة... فالتعاون بين الصين وأفريقيا يجب أن ينظر إليه بطريقة موضوعية وعقلانية وعادلة). كانت تلك تصريحات «هوا تشون يانج» المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية لوسائل الإعلام منذ ما يقرب من عامين تقريبا. وكما تعلمنا من «سارتر» (أننا لسنا ما نقول... بل نحن ما نفعل). فهل ما تقوله الصين بشأن أفريقيا هو ما تفعله؟

فلعل بعضنا يتساءل: هل الصين شريك فى التنمية مع أفريقيا؟ أو بتعبير آخر هل الحضور الصينى فى أفريقيا جزء من استراتيجية طويلة المدى تعمل الصين من خلالها على المحورين الأساسيين للشراكة وهما: المحور الاقتصادى والمحور الآخر وهو نقل الصين لتجربتها التنموية إلى دول القارة بهدف بناء شراكة تعاون فعالة؟

ولربما يرى البعض منا أن الصين ما هى إلا منافس اقتصادى، ووجودها فى أفريقيا هو استجابة لما تحتاج إليه من موارد طبيعية، لتصبح بذلك مثل معظم الدول الغربية التى لا تهتم بالشأن الأفريقى سواء من ناحية الاحتياجات المحلية «التنموية والبيئية» أو ناحية ما يتعلق بقضايا احترام حقوق الإنسان وغيرهما من القضايا الهامة والشائكة فى القارة السمراء. وهنا قد يكون هناك مبرر منطقى للتخوف من عصف المنافسة الصينية بما تحقق من تنمية فى أفريقيا.

وأعتقد أخيرا أنه هناك أيضًا من يتبنى وجهة النظر المؤيدة لفكرة «التأويل الاستعمارى» ويعتبرون أن الشراكة الجديدة التى تروج لها الصين داخل القارة هى بالأساس جزء من استراتيجية تسعى على المدى البعيد إلى تغيير مسار التوجهات التقليدية للقارة نحو الغرب وذلك من خلال بناء شراكات مع النخب الأفريقية رافعة شعار (التضامن مع الجنوب) لتصل فى النهاية لشكل من أشكال السيطرة السياسية على الأراضى الأفريقية.

وبغض النظر عن اختلافنا حول أهداف التواجد الصينى فى أفريقيا، والذى بدأ فى النمو بشكل ملحوظ انطلاقا من منتصف التسعينات تقريبا. وبعيدا أيضا عن الخوض فى ترجيح أى من وجهات النظر السابقة هو الصواب أو الأقرب للحقيقة، حتى لا يبدو الأمر وكأنه ثرثرة لا جدوى من ممارستها إلا إضاعة الوقت والجهد. فالأهم بالنسبة لنا هنا هو كيف وصلت الصين لأفريقيا؟ وكيف استطاع الصيني العظيم الذى تفصله عن أفريقيا كل عوامل الجغرافيا وحتى التاريخ أن يحقق كل هدا النجاح ويصبح حضوره داخل القارة ظاهرة لافتة للانتباه؟.

لذا تعالوا بنا قرائى الأعزاء نحاول الاقتراب أكثر من (التجربة الصينية فى القارة الأفريقية)، لعلنا نعتبر يا أولى الألباب. ففى عام 1996م ألقى الرئيس الصينى «جيانج زى مينج» كلمته فى مقر منظمة الوحدة الأفريقية، والتى حملت عنوان (نحو خطوة تاريخية جديدة للصداقة الصينية - الأفريقية) وتضمنت خمسة مبادئ هى باختصار شديد: أن يصبح الجانبان أصدقاء فى جميع الأحوال. وأن يتم التعامل بناء على المساواة والاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية. والسعى لتحقيق تنمية مشتركة على أسس المنفعة المتبادلة. إضافة إلى تعزيز التعاون والتشاور فى الشئون الدولية. وأخيرا التطلع للمستقبل من أجل خلق عالم أفضل.

وما حققته الصين فى أفريقيا على أرض الواقع سيكون محور مقالنا الأسبوع القادم بإذن الله.