رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المتطرف الدينى -أياً كانت ديانته- نقمة على وطنه وشعبه. والعكس صحيح، فإن المعتدل دينياً نعمة على وطنه وشعبه.

السبب فى ذلك بسيط، لأن التطرف أو المتطرفين دينياً يعتبرون أنفسهم المقربين إلى الله سبحانه وتعالى، وأنهم وحدهم الذين يعرفون صحيح الدين. مثل هؤلاء يكونون متعصبين فى تنفيذ ما يعتنقونه من التعاليم الدينية، دون نظر إلى وطنهم وشعبهم.

أما المعتدل الدينى، فهو نعمة على بلده وشعبه، فهو يلتزم بصحيح الدين دون مغالاة أو تطرف، ويطبق صحيح الدين على نفسه، وعلى الناس من حوله، قناعة منه بالقاعدة المعروفة أن الدين المعاملة. المعتدل دينياً يعلم تماماً أن حساب الله سبحانه وتعالى فى الحياة الآخرة سيكون على أساس معاملته مع الآخرين، سواء أكان فى الظاهر أم فى الباطن، وبالتالى فإنه يحسن من معاملته للغير وللوطن، باعتبار أن الوطن ملاذ للشعوب جميعاً.

أقول هذا بمناسبة الأحداث الطائفية التى وقعت مؤخراً فى صعيد مصر، وفى الأغلب الأعم، فإن مثل هذه الأحداث لا تقع إلا من المتطرفين دينياً، وبالتالى لا بد للحكومة أن تأخذ هذه الأفعال بمنتهى الشدة والقسوة، لأن السكوت عليها أو حتى الصلح فيها لن يجدى نفعاً، بل ربما سيزيد من هذا التطرف والإيذاء، فلابد من الشدة والقسوة مع كل من تسول له نفسه أن يستغل الدين فى إيذاء الغير، سواء فى نفسه أو ماله أو دور عبادته.

نحمد جميعاً الله سبحانه وتعالى على نعمته، فى حماية وطننا العزيز من الانحدار إلى مستنقع الفتنة الطائفية، التى كنا على شفى حفرة من السقوط فيها، فقد كنا على حافة الحرب الأهلية بين طوائف شعبنا. أعداؤنا فى الخارج وأعوانهم فى الداخل يريدون لنا الشر، وهم ما زالوا -حتى يومنا هذا- يحاولون بجميع الطرق جرنا إلى مستنقع الفتنة الطائفية، إنهم يسعون بكل ما لديهم من قوة، حتى نصبح مثلما يحدث فى العراق وفى سوريا واليمن وليبيا. صحيح أن ما يحدث فى هذه الدول ليس بين المسلمين وغير المسلمين، وإنما المقصود هو إيقاع الفتنة والفوضى فى البلاد، سواء بين الطوائف بعضها البعض أو بين المسلم وغير المسلم.

واقعة تجريد سيدة من ملابسها فى الصعيد، هذه الواقعة الإجرامية لا بد أن نأخذ كل من شارك فيها بالقسوة والشدة، ألم يفكر من فعلها فيما لو كانت هذه السيدة أمه أو زوجته أو شقيقته، ألم يدر بخلده ماذا كان سيفعل فيما لو كان المعتدى عليها أحد أقاربه. ولكن مع الأسف الشديد، فالمتطرف الدينى لا يرى أمامه إلا التطبيق الأعمى لاعتقاداته الدينية دون بصر أو بصيرة. السكوت على مثل هذه الأفعال الإجرامية، وخاصة حرق دور العبادة ومساكن الغير -فى تقديرى– يعتبر بداية النهاية للوصول إلى الفوضى التى يريدها أعداؤنا فى الخارج.

اللقاء الأخير الذى تم فى الأسبوع الماضى بين سيادة الرئيس السيسى وقداسة البابا ومعه مجموعة من القساوسة، هذا اللقاء إن كان بمثابة حقنة مسكنة، فإنه لا بد أن تُتخذ أمور تكون لها فاعلية أكثر، فعلى أقل تقدير لا بد من الإسراع بإصدار قانون دور العبادة الموحد، فضلاً عن تشديد العقوبات على كل من تسول له نفسه أن يسعى للفتنة الطائفية.

حمى الله مصر وجنّبها شرور الحاقدين والكارهين.