ذكريات قلم معاصر
لم يعد الإرهاب يعتمد على الاغتيالات والسيارات المفخخة والنسف والمولوتوف.. أصبحت كل هذه الوسائل موضة قديمة.. أدرك (محور الشر العالمى) أن هز النظم الحاكمة فى الدول العربية يأتى من باب (الاقتصاد).. وتضييق الخناق على الشعوب لتجوع، فتثور على حكامها!! هذا الاتجاه (الإرهابى) أصبح واضحًا، خصوصًا فى مصر.
استنفد الإرهاب كل أنواع القتل والنسف ومحاولات الاستيلاء على أماكن والتوطن فى بعض البؤر دون جدوى.. الشعب مستعد لأى تضحية بالنفس أغلى ما يملك.. فاتجه الإرهاب والاستعمار إلى استنفار الجموع الكبيرة والفئات الضخمة من الشعب الذى يعانى من شظف العيش وقلة الموارد وغلاء الأسعار سواء فى الطعام أو الدواء.. وكان هذا واضحًا فى (كارثتى) القمح والأرز.
<>
مافيا القمح ما زالت مسيطرة على الحكومة.. فى الوقت نفسه التى لا تجد فيه الحكومة فائضًا فى الخزانة لرفع نسبة العلاوة التقليدية من 10٪ إلى 15٪ مثلاً.. تضيع المليارات فى شراء (السراب) داخل شون فارغة!! تشترى الحكومة القمح المصرى ناتج الأرض الطيبة، فإذا بنصف هذا القمح عبارة عن قمح مستورد من أسوأ الأنواع مخلوطًا بالقمح المصرى غالى الثمن.. مافيا تجد ضالتها فى الدول المعادية التى تساعدها..
فى الوقت نفسه الذى لا نرى متهمًا يقف أمام محكمة عسكرية فى نفس اليوم ولا أقول نفس الأسبوع ليتم الحكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص لمن يسرق قوت الشعب لكى يجوع.. فى الوقت نفسه يعانى الناس من الرغيف الصغير المخلوط بأعلى الأسعار.. إذا لم يكن المرتب المعاش يكفى لشراء (عيش حاف) ماذا ننتظر؟! وأى عيش أسمر صغير!!
<>
ثم أفاجأ بصحف هذا الأسبوع تتحدث عن أزمة فى الأرز أيضاً.. مما يدل على أن الموضوع مخطط عن طريق مخابرات على أعلى مستوى.. الأرز هو البديل عن الرغيف!!.. لماذا هناك أزمة فى الأرز يا حضرة الوزير.. يقول بكل بساطة (وبراءة الأطفال فى عينيه!!).. يقول: لقد تم تهريب طن أرز خارج البلاد!!
طن أرز يتم تهريبه يرفع السعر ويحدث أزمة.. هل هذا معقول يا معالى الوزير؟ ثم هل قبضتم على المهرب أو المهربين؟.. مثلما قبضتم على طفل عمره ثلاث سنوات.. يقول الوزير فى الصحف الصادرة صباح الثلاثاء إن هذا الأمر ستتم (مناقشته).. أية مناقشة هذه! غدًا (الأربعاء) يعنى أمس فى اجتماع لجنة التسويق!!
****
الخلاصة.. (الحرب غير المعلنة) الآن حرب اقتصادية شرسة.. لا يصلح لمواجهتها سوى حكومة (اقتصادية) على أعلى مستوى.. وهذا دور مجلس النواب.. نحن ممكن جدًا أن نواجه كل هذه المشاكل بكل سهولة بعقليات اقتصادية حقيقية.