رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نور

>> أحد المشاركين فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب سأل الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أيام: كيف نواجه فساد المحليات ياريس؟ الرئيس رد: «طب أعمل إيه طيب»؟!! الرئيس لم يكتف بهذا الرد ولكنه ألقى الكرة فى ملعب المسئولين والمعنيين بإدارة انتخابات المحليات، وطالبهم باختيار ممثلين قادرين على مواجهة هذا الفساد الكبير!!

>> رد الرئيس كان موجزًا وطبيعيًا ومُعبرًا عن وضع مؤلم للمحليات التى أصبحت نموذجًا مثاليًا للفساد، لأنها تمكنت بفضل جهودها عبر أربعين عامًا، من تحويل الرشوة إلى عُرف، وثمن الخدمة العامة المدفوعة مقدمًا إلى إكرامية، والمحسوبية إلى واسطة!! ولكن رد الرئيس، لم تنفذه الحكومة، التى مازالت تعمل بنفس الطريقة القديمة وتسعى للهيمنة والسيطرة على المحليات من خلال مجلس مُنتخب يتم اختياره حاليًا بواسطة إحدى وزاراتها!!

>> قد تقول لى: مجلس مُنتخب ويتم اختياره؟ كيف؟ أقول لسيادتك.. تعلمنا أن التدخل الحكومى غير المباشر فى الانتخابات يؤدى ــ قطعًا ــ إلى نتائج تريدها الحكومة، لأنها تقوم بالتدريب، والتوجيه، والميل إلى مرشحين على حساب آخرين، وهذا يعطى انطباعا لدى الجهة الإدارية، فى المحافظات، بأن الحكومة ترغب فى نجاح مرشح على حساب آخر!!

>> هل تريد مثلًا واضحًا.. غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، ساندت مبادرة «مستقبلنا فى إيدينا» لتأهيل كوادر المحليات،المبادرة التى لانعرف مصدر نشأتها، ومهمتها ــ كما قالت وزيرة التضامن، أن يتم العمل من خلالها على تدريب الشباب على خوض انتخابات المحليات ليكونوا على دراية بمشكلات المجتمع المحلى وحتى يتفاعلوا مع انتخابات المحليات المقبلة!! ماشى.. لكن الوزيرة، خالفت تعليمات الرئيس، وقالت كلامًا أخطر، عندما كشفت عن دور وزارتها فى عملية التدريب، فقالت سيادتها: الوزارة تعمل فى عدد كبير من المحافظات على تدريب 40 ألف شاب وفتاة،و أغلب العمل يتم فى القرى، وكان المطلوب 8 آلاف شاب وفتاة لأول دفعة لكن الوزارة فوجئت بتقدم 14 ألفا وبالتالى استهلكنا بعض الوقت لتصفيتهم واختيار الأصلح من بينهم!!

>> طيب.. الرئيس قال إن المحليات تحتاج الأصلح.. وهذا الأصلح تفرزه الانتخابات.. فهل أعضاء هذه المبادرة ــ يا معالى الوزيرة ـــ هم الأصلح؟ سؤال آخر.. من هم مؤسسو هذه المبادرة؟ من أنفق عليها؟ لو كانت الوزارة هى الممول، فلماذا لا تنفق على تدريب شباب الأحزاب المنوط بهم أصلًا ممارسة العمل السياسى،وخوض الانتخابات؟ وماذا نقول عن الحياد الحكومى إذا كانت وزارة التضامن تنحاز لمرشحين بعينهم قبل فتح باب الترشح أساسًا؟هل إذا تقدم «الوفد» مثلًا بطلب لتدريب شبابه، على انتخابات المحليات، مثلما حدث مع أصدقاء وزارة التضامن، هل ستتم الموافقة، أم سيكون مصير الطلب الرفض أو التجاهل؟!

>> المحليات واقع قديم يحتاج إلى المواجهة مع رؤوس الفساد المعروفين فى كل المجالات،وسكان المحافظات والأحياء والقرى يعرفونهم بالاسم، ولذلك نريد أن تكون انتخابات المحليات القادمة فرصة جيدة لإصلاح الفاسد،واستعدال المائل،وتطهير العالق،وليس للاستحواذ، والسيطرة، والهيمنة على مقاعد المجالس المحلية، لأن المرض الحقيقى كان سببه أبناء الأسرة الواحدة من الحزب الواحد، فلم يكن هناك تنافسً يسمح للفاسد أن يخجل، ولا حتى أن يخشى مواجهة نواب محليات يقولون للفاسد «قف مكانك»!!

‏ [email protected]