رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما تقرأ بالصحف كل يوم أن حاملى الماجستير والدكتوراه ينظمون وقفات احتجاجية أمام مقر مجلس الوزراء والبرلمان.. للمطالبة بوظيفة.. بأقل من ألف جنيه شهرياً.. أو عندما يشد انتباهك خبر انتحار شاب لأنه يعانى من البطالة ولا يجد قوت يومه.. أو ابن يعتدى على أمه بسبب عشرة جنيهات.. فإنه لا شك ينتابك الإحساس بالوجع والألم.. ولكن ما هو الإحساس الذى ينتاب الشباب الغلبان أو العامل الشقيان عندما يقرأ على شبكات التواصل الاجتماعى والصحف بأن الفنان الشاب محمد رمضان قد اشترى سيارتين فارهتين من أفخم الماركات العالمية وتتعدى قيمتهما 7 ملايين جنيه..!

الخبر دوّنه محمد رمضان.. بطل مسلسلات «أولاد الشوارع» و«الأسطورة» و«ابن حلال» وأفلام «عبده موتة».. و«الألمانى» و«قلب الأسد».. و«شد أجزاء» وغيرها.. فقد كتب "رمضان" بنفسه على الفيسبوك.. الحمد لله اشتريت السيارتين الأقرب إلى قلبى.. لابورجينى افنتادور. ورولزرويس.. بحب أشارك جمهورى كل اللحظات الحلوة فى حياتى.. ونشر رمضان صورة للسيارتين..

السيارتان بالطبع من أحدث الموديلات.. ولا يشتريها إلا كبار الأثرياء ووحوش المال.. ومن حق الفنان رمضان أن يفرح ويشترى ما يحلو له ليسعد نفسه وأسرته..اللهم لا حسد.. ونتمنى له المزيد مادام يحصل على أمواله بجهده وعمله وإبداعه.. ولكن يا فنان يا ابن الحلال.. يا من قمت بتمثيل أولاد الشوارع.. هل تتصور أن المواطن الغلبان سوف يفرح عندما يسمع أو يقرأ أنك اشتريت سيارتين قيمتهما المالية يمكن أن تحل مشاكل ألف شاب أو تبنى أكثر من مائة شقة تحقق أحلام أسر محرومة.. أو تفك حبس آلاف الغارمات..؟

من حقك يا فنان أن تفرح وتتباهى بسياراتك الفخمة الفارهة.. ولكن هل يجوز أن تذكر الناس الغلابة والشبان المسكين بفقرهم وعوزهم.. ومتاعبهم..؟

هل من الحكمة يا فنان أن تعاير الناس بفقرها وتثير هموم مهندس أو طبيب شاب.. أو موظف مكلوم مهموم لا يجد مصاريف مدرسة ابنه..؟

الفنان الأصيل هو الذى يشعر بآلام الناس وهمومها ومتاعبها.. ويزن كل كلمة يقولها.. ويدرك كيف يكون إحساس سكان المقابر عندما يسمعون عن ثمن سياراتك.

هل تريد يا فنان أن تستعرض قدراتك المالية وتتباهى بسياراتك.. أمام شباب غلابة وعمال شقيانة يقترض بعضهم ثمن تذكرة السينما..؟

راجع نفسك يا فنان.. ولا تستفز مشاعر الملايين.. من نساء ورجال يعملون ليلاً ونهاراً ويعيشون رحلة عذاب يومية مع الأتوبيسات أو الميكروباصات.. أو يبحثون عن ثمن إصلاح سياراتهم المتهالكة.. العرجاء.

هل تعرف رد فعل جمهورك من سائقى سيارات الأجرة.. والمهمشين من سائقى التوك توك.. والصنايعية.. والحرفيين.. الذين هم جمهورك الحقيقى..؟!

راجع نفسك يا فنان.. وتذكر أن فنانين عمالقة.. كانوا يركبون المواصلات العامة وبعض ميسورى الحال منهم فضلوا سيارات الأجرة.. ولا تنسى أن هناك نجوماً أكبر منك قيمة وقامة.. ومالاً ولم يفعلوا مثلك.

الفنان الحقيقى يشعر بالناس ويتأثر بهم قبل أن يؤثر فيهم..

إن ما دونته.. عن السيارتين.. يا فنان لا يفرح الجمهور كما تدعى.. وإنما يعكنن عليهم.. ويثير أحزانهم على أحوالهم..

فكر.. يا فنان قبل أن تكتب أو تتكلم.. وعد إلى رشدك وصوابك.. ولا تنسَ أولاد الشوارع..!