عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

منذ عامين تقريباً كتبت مقالاً بعنوان «تركيا.. إلى أين؟» استعرضت فيه سريعاً دور الجيش التركى، وكيف أنه كان يتدخل فى الأوقات الصعبة والحالكة التى تمر بها البلاد حين كانت تتجاذبها تيارات متطرفة مختلفة، فيسرع هو بلملمة الأوضاع؛ خشية تمزق النسيج الواحد، وكيف تم تقزيم دوره الداخلى على يد «كمال أتاتورك» الذى سنَّ القوانين والتشريعات التى تحظر ممارسة الأنشطة السياسية للضباط.. كما مررت أيضاً، وعلى الجانب الآخر، بحزب «العدالة والتنمية» ودوره فى بدايات حكمه فى النهوض بتركيا، مروراً فيما بعد بتجاوزاته السياسية وملفات فساده واستبداد وانحطاط زعيمه «رجب أردوغان»، وانتهيت إلى أن تركيا فى ظل حكم تلك «الدمية» العميلة للغرب قد يكون مصيرها إما: التقسيم، أو قد تصبح مطالبة من المجتمع الدولى بإجراء انتخابات، وقد يكون التدخل واستخدام العنف من قبل الغرب أحد السيناريوهات المستقبلية أيضاً.. وختمت مقالى بتلك الأسطر:

(إن غض الطرف من قبل الغرب لما يحدث فى تركيا من فساد وتناحرات عرقية، ليس إلا لمصلحة تجنيها أوروبا الغربية وأمريكا، ودور مرسوم يقوم بأدائه هذا الحزب، مستخدماً فى ذلك طموح القيادة التركية الحالية فى الهيمنة والسيطرة على المنطقة كقوى إقليمية لها من الوزن والتأثير فى صنع القرار وتوجيهه، وبانتهاء هذا الدور المرسوم وتحقيق الأهداف الغربية، سيكون لهم شأن آخر مع الدولة التركية، قد يكون معلناً بذلك بداية الربيع التركى.

فإلى أين تذهب تركيا إذن؟ ومن هى القوى الوطنية البديلة للجيش التركى الآن التى من شأنها أن تساند الشعب فى تصحيح مساره السياسى؟

ودعونى أستعرض معكم قرائى الكرام مقالاً نشرته صحيفة «واشنطن بوست» قبل 3 أشهر، أوضحت فيه أن «أردوغان» سيفبرك انقلاباً عسكرياً، سعياً منه لتوسيع سلطاته، وكبح جماح المعارضة والانتقادات المتزايدة على خلفية سياساته التى جلبت الإرهاب لتركيا، وأثارت الفوضى على الحدود مع سوريا والعراق.. وبتاريخ 7 أبريل نشرت أيضاً تلك الصحيفة معلومات أفادت بأن «أردوغان» سيحاول الاستفادة من الشائعات حول «نية الجيش التركى القيام بانقلاب عسكرى» للقضاء على خصومه.

ويتبين لنا أن حكومة أردوغان بذلك تحاول التأثير على الناخب التركى وإخافته، وجعله أمام خيارين، إما الحكومة الحالية وإما الحكم العسكرى، وبالتالى فإن الحديث عن أى انقلاب سيساعد الحكومة على تقوية شرعيتها.

وتلك الشائعات دفعت أيضاً قادة الجيش للإعلان صراحة، أنه لا توجد أى نية أو توجه للقيام بانقلاب عسكرى، وأن الجيش لن يتدخل أبداً فى سير العملية السياسية فى البلاد. 

ونعلم جميعاً ما يعانيه هذا الحزب الحاكم، حالياً، من انخفاض شعبيته حيث خرج فى الانتخابات الأخيرة منتصراً بشق الأنفس، خاصة مع تأزم الأوضاع والانتقادات التى منها: العمل على إطالة الحرب فى سوريا المجاورة، وارتفاع الاشتباكات مع الجماعات الانفصالية الكردية، وضعف الاقتصاد، وانهيار السوق السياحي، وتزايد هجمات «داعش».

وخلاصة القول إن «أردوغان» غالباً ما قد استغل أو لجأ إلى (انقلاب عسكرى كان على علم به أو فبركه هو) للهرب من «انقلاب مدنى» قد يحدث فى تركيا، حيث هناك الآلاف من الأكاديميين الذين هم هدف لمطاردة الشرطة والمخابرات، ومئات من الصحفيين فى المحاكم والسجون، وآلاف أيضاً من المواطنين الذين تتم مقاضاتهم لإهانة رئيس الجمهورية، وهناك مظاهرات فى جميع أنحاء البلاد.

فما ما يحدث ما هو إلا مسرحية مفتعلة لأمريكا ودميتها بمنطقة الشرق الأوسط.. والعزاء للشعب التركى.