رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

تحت عنوان «الإخوان المسلمين تنهار» نشرت مجلة فيرز تقريراً مفصلاً فى 17 يناير 2016 بقلم إيريك تريجر ومارينا شلبى بحثاً مطولاً عن صراع الوحوش الذى دار داخل الجماعة الإرهابية على السلطة فيه من التفاصيل المثيرة ما رأينا عرضه على القارئ.

يقول الكاتبان: «هل ستعيش الجماعة بعد الضربة الأخيرة؟».

إن الإخوان المسلمين يسمون محمود عزت الرجل الحديدى.. وقد اكتسب نائب المرشد ذو الواحد والسبعين عاماً هذا اللقب نتيجة صراعه الطويل لحساب الإخوان المسلمين، وضمنه أكثر من عشر سنوات قضاها فى السجن، اكتسب خلالها سمعته نتيجة قسوته وصرامته فى فرض الانضباط داخل الجماعة الجامدة فى تسلسل قادتها.

وبعد إسقاط أول رئيس مدنى منتخب فى يوليو 2013 تضخمت أسطورة محمود عزت، حيث استطاع الهرب من الاعتقال الذى تعرض له قادة الجماعة السجناء.. واختبأ داخل مصر، بينما هرب الكثير من أعضاء الجماعة إلى الخارج.. وقال عنه عضو الجماعة عمرو فراج إن لديه القدرة على الاختباء لأنه قضى أكثر من عشر سنوات سجيناً.

وأضاف أن محمود عزت يستطيع البقاء خمس سنوات دون التحدث لأحد ويبقى وحده فى غرفة مغلقة، وأنه طلب من زملائه فى الجماعة عدم الاتصال به حتى يتجنب عثور الشرطة عليه.

وكانت استراتيجية محمود عزت لحماية نفسه ناجحة، إذ لم تستطع قوات الأمن ضبطه، ولكن خلال غيابه انهار الانضباط داخل جماعة الإخوان، وخرج انفجار داخلى كبير إلى العلن فى ربيع عام 2015.

وبعد محاولاته المبدئية لحل هذه الخلافات وهو داخل مصر، ظهر محمود عزت فجأة فى اسطنبول منتصف نوفمبر وأعلن أنه سيكون القائم بعمل مرشد الجماعة، ولكن يبدو أنه قد فقد صلته بالواقع.. فقد رفض الكثيرون من أعضاء الجماعة لعبته هذه للسيطرة على السلطة، وزادت رقعة الخلاف جداً فى الأشهر الأخيرة، وكان فشل محمود عزت فى فرض سلطته داخل الجماعة انعكاساً للتغير الشديد الذى وصلت إليه الثقافة السائدة داخل الجماعة، فمعظم فترة العشرين سنة الماضية كانت الجماعة تحت سيطرة متشددة تعرف بـ«القطبيين» أتباع الزعيم المتطرف سيد قطب الذى كانت دعوته لـ«الجهاد العالمى» إيحاء إلى تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية، ومثل غيره من قادة الإخوان فى جيله سجن محمود عزت مع سيد قطب قبل إعدام سيد قطب لمحاولته قلب نظام حكم عبدالناصر عام 1966، ورغم أن محمود عزت حاول تخفيف حدة التعصب فى كتابات سيد قطب فإنه وزملاءه من القطبيين دعوا إلى إنشاء طليعة تبعد نفسها عن المجتمع الذى تعيش وسطه إلى أن تستطيع إقامة الحكم الإسلامى، وحتى ثورة يناير عام 2011 المعروفة بالربيع العربى التى أسقطت حكم مبارك نظر القطبيون إلى الاستيلاء على السلطة كهدف مستقبلى يعملون لتحقيقه عن طريق بناء تنظيم متشدد من خلال تجنيد أكثر العناصر تطرفاً وإعداده للسلطة عندما يحين الوقت المناسب، وكان القطبيون ضد التعاون مع القوى السياسية غير الإسلامية، خشية أن يضطر ذلك الإخوان المسلمين إلى التهاون فى مبادئهم الإسلامية، وكان هذا الخط الانعزالى قد أدى إلى وضع القطبيين فى مواجهة مع الإصلاحيين داخل الجماعة، مع أن الإصلاحيين كانوا يشاركون القطبيين فى هدفهم وهو إنشاء دولة إسلامية عالمية فى المدى الطويل، فقد كانوا يعتقدون أن التنظيم يستطيع تحقيق أجندته عن طريق التغلغل فى قاعدة عريضة وضمنها التعاون مع قوى غير إسلامية فى أهداف سياسية مشتركة، وهكذا قاد الإصلاحيون جهود الإخوان فى السيطرة على النقابات المهنية خلال تسعينيات القرن الماضى، واشترك شباب الجماعة مع الإصلاحيين فى تحالفات لقوى معارضة غير إسلامية، وقاد الإصلاحيون سياسة الجماعة فى مد علاقاتها بالمجتمع العالمى، وبذلك أمكنهم الادعاء بأن هناك إخوان مسلمين «معتدلين»، وانتشر هذا الوهم فى الدوائر السياسية والأكاديمية فى العالم الغربى، ولكن الإصلاحيين كانوا أقلية داخل الجماعة مما مكن القطبيين الذين كان محمود عزت يقودهم غالباً من تنحية الإصلاحيين جانباً فى أى مشكلة خلاف فى الرأى تظهر داخل الجماعة.

ونقف عند هذه الفقرة لنعرض فى المقال التالى تطور الصراع داخل الجماعة.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد