عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل الانقلاب على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان هو مجرد مسرحية هزلية حتى يقوم أردوغان بتصفية معارضيه فى الجيش والقضاء وضرب خصومه السياسيين.. أم أنه انقلاب حقيقى غير مدروس بدقة وفشل بتدخل أمريكى عنيف ليتحول الرئيس التركى إلى حذاء فى قدم الأمريكان؟

الكلام كثير والآراء مختلفة.. ولكن الحقيقة المؤكدة أن الجيش التركى تلقى إهانات بالغة السوء.. وتم تجريد بعض ضباطه وجنوده من ملابسهم.. فى مشاهد لن ينساها الشعب التركى بصفة عامة.. ولن ينساها الجيش بصفة خاصة.. لذلك ستظل تلك الإهانة البالغة المسيئة فى أذهان الضباط والجنود الأتراك وتدفعهم للانتقام من أردوغان وأعوانه.. لأنه لا يوجد جيش فى العالم يقبل إهانة بعض أفراده والتمثيل بهم عراة.. على أيدى رجال شرطة أو ميليشيات نظام أردوغان..وانتهاكهم بصورة بشعة مفزعة لم تحدث مع أسرى الحروب.

فتح الله جولن المتهم الأول فى تدبير الانقلاب من وجهة نظر أردوغان.. قال من منفاه بالولايات المتحدة الأمريكية.. إنه يرفض اتهامه بتدبير المحاولة الانقلابية أو تورطه فيها وأنه مستعد للمحاكمة.. واعتبر جولن أن الانقلاب الفاشل يطلق العنان لأردوغان لملاحقة مناهضيه وتصفية معارضيه.. وتصعيد حملات الاعتقال ومصادرة ممتلكات المواطنين.

ردود أفعال قادة بعض الدول توحى بأن الانقلاب الفاشل فرصة ينتهزها أردوغان للتنكيل وضرب خصومه المعاضين لنظامه.. لذلك أعلن الرئيس الروسى بوتين تحذيره من قيام أردوغان بأى إجراءات غير دستورية.. ولكن أخطر كلام أعلن فى هذا الأمر جاء على لسان وزير خارجية فرنسا جان مارك الذى قال إن ما حدث لا يعطى أردوغان شيكاً على بياض لتنفيذ عمليات تطهير.. ويجب احترام القانون.

ما حدث بعد الانقلاب الفاشل يؤكد أن أردوغان ينفذ انتقامه وخطته فى تصفية خصومه فقد قامت ميليشياته باعتقال نحو 6 آلاف من رجال الجيش والقضاة والمعارضة.. ولكن تلك التصفية ستأتى لا شك بنتائج عكسية.. وكما أشرت فإن الجيش التركى لن يقف مكبلاً أمام ما تعرضت له بعض عناصره من الضباط والجنود من تنكيل وإهانة حتى لو كانت هناك خلافات داخل الجيش.. وهذا الأمر الفاضح دفع الكاتب والمحلل البريطانى روبرت فيسك للتنبؤ بمحاولة انقلاب جديدة ضد أردوغان.

أعتقد أنه إذا كان الانقلاب حقيقياً.. وليس مسرحية هزلية.. فإنه لم يكن قد دبر وخطط له بحرفنة وحكمة.. لأنه افتقد لأمور بديهية معروفة فى الانقلابات.. أهمها التحفظ على رئيس الدولة والأركان الرئيسية للحكم.. حتى لا تكون هناك فرصة لمخاطبة الأنصار وحشدهم.. والسيطرة على الجهاز الرئيسى للإعلام بدقة وإحكام.. وليس بعدد محدود من أفراد يمكن السيطرة عليهم بسهولة والتنكيل بهم.. وسحلهم.