رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

يخطئ من يظن أن الزيارات الأخيرة التى حدثت فى نهاية الأسبوع الماضى من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لإفريقيا كانت هى البداية على طريق بناء علاقات سياسية واقتصادية بينهما.

منذ عام 1952 وإسرائيل تسعى إلى التغلغل الافريقى لأسباب سياسية واقتصادية عديدة، فلليهود بصفة عامة عمق تاريخى فى افريقيا خاصة اثيوبيا، وما يهود الفلاشة الا امتداد لهذا التواجد الافريقى. ولم لا يعلم، فإن بداية زيارات رؤساء وزراء إسرائيل لأفريقيا كانت فى عام 1969 حين زار ليفى اشكول افريقيا، ثم تبعه فى عام 1987 اسحاق شامير، ومنذ هذا التاريخ لم يذهب أى مسئول كبير لأفريقيا الا الزيارة الاخيرة لبنيامين نتنياهو، صحيح ان العلاقات الافريقية الاسرائيلية كانت قد تراجعت نظرا لسياسة إسرائيل الاستيطانية وقطع اغلب الدول الافريقية علاقاتها مع إسرائيل باعتبارها دولة محتلة، ولكن مع مرور الزمن وتقارب المصالح عادت تلك العلاقات مرة اخرى والتى انتهت بزيارة بنيامين نتنياهو لأفريقيا الاسبوع الماضى.

زيارة رئيس وزراء إسرائيل الاسبوع الماضى لها أبعاد سياسية واقتصادية عديدة، فرغم ان لليهود مشروعات اقتصادية ضخمة منذ زمن بعيد وخاصة فيما يخص مناجم الذهب والألماس واليورانيوم، الا ان العلاقات الان تعددت إلى العديد من الانشطة الاقتصادية الاخرى خاصة فى مجال الزراعة والسلاح. إسرائيل شيدت مصانع للسلاح فى اثيوبيا، وكما هو معروف فان إسرائيل هى التى باشرت عملية بناء سد النهضة وتولت الاشراف عليه والانفاق عليه بمعاونة امريكا، وفى الزيارة الاخيرة لرئيس وزراء إسرائيل تم الاتفاق بين اثيوبيا واسرائيل على ان تتولى إسرائيل ادارة وتوزيع وبيع المنتج الكهربائى لسد النهضة.

الحقيقة تقول إن مصر أغفلت العلاقات الاقتصادية والسياسية منذ سنوات بعيدة مع افريقيا وتركت الساحة لإسرائيل لكى تسيطر على اغلب الانشطة الاقتصادية هناك، فضلا عن ان إسرائيل استطاعت ان تجذب العديد من هذه الدول التى ستقف بلا شك إلى جانبها فى أى مطلب قد تحتاجه فى الامم المتحدة. لعلنا نفيق من غفوتنا وندرك أهمية التواجد المصرى فى افريقيا باعتبارها السوق الاقتصادى الاول لمنتجاتنا الصناعية والزراعية. لقد سبقتنا الصين ودول شرق اسيا منذ سنوات، ولكن مازال السوق يحتاج للمزيد من المنتجات الزراعية والصناعية. أملنا كبير فى ان سيادة الرئيس السيسى ينتبه لأهمية افريقيا سياسيا واقتصاديا لمصر، وان يحاول ان يعوض ما فاتنا طوال الاربعين عاما الماضية.

ولا يفوتنى بهذه المناسبة ان اشيد بالدور الكبير الذى تقوم به مصر الان فى محاولة احلال السلام فى المنطقة العربية عامة، وبين الفلسطينيين واسرائيل بصفة خاصة. زيارة السيد سامح شكرى وزير خارجيتنا لإسرائيل – فى اعتقادى - هى بداية طيبة لهذا الهدف الذى اذا ما تم، سوف يفتح امام شعوب المنطقة العربية عامة والشعب المصرى بصفة خاصة طاقة امل جديدة على طريق التقدم والرقى بإذن الله.

حمى الله مصر وجنبها شرور الحاقدين والكارهين.. وتحيا مصر.