رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

تحت هذا العنوان نشرت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية فى 3 مايو بقلم راى تاكيا يقول إنه بعد عقود من فهم أمريكا للشرق الأوسط قتلت معركة الانتخابات الحالية هذا الفهم.

فقد أوضحت المعركة الانتخابية الهزلية الحالية الفجوة بين النخبة فى السياسة الخارجية وبين الناخبين، حيث ينتج عنها توافق غريب بين الحزبين على الانسحاب من العالم العربى.

فمرشح الجمهوريين الأول ترامب صرح بأن حرب العراق كانت جريمة مثل حلف أمريكا مع الدكتاتوريين العرب، وأشاد بمعمر القذافى، أما الديمقراطيون فقال ممثلهم بيرنى ساندرز إن هيلارى كلينتون فشلت فى الامتحان لسابق تأييدها الحرب على العراق. ودعا للتعاون مع روسيا وإيران على حساب حلفاء أمريكا العرب، فمنذ الحرب الباردة اتبعت أمريكا سياسة الاحتواء فى الشرق الأوسط، وكانت النخبة وراء الحفاظ على سيطرة أمريكا على نفط المنطقة وسلامة إسرائيل ومواجهة الطموحات السوفيتية، وحتى بعد مرحلة الحرب الباردة ظلت المنطقة مسرح اتفاقات عنيفة، وظل الحزبان يحاولان حل الصراع العربى - الإسرائيلى وحصار كل من إيران والعراق فى طموحاتهما الإقليمية، ومواجهة خطر المد الإسلامى الإرهابى كان خلاف الحزبين على الوسائل وليس الأهداف، وفى سنة 2003 أيد كلا الحزبين غزو العراق لإخلائه من أسلحة دمار شامل مزعومة.

ولكن بعد غزو العراق انهار التوافق على سياسة أمريكا الخارجية، وكانت رئاسة باراك أوباما رد فعل لمحاولة أمريكا الباهظة التكاليف لزرع الديمقراطية فى العراق، فاختار طريقة غير مسئولة للانسحاب السريع من العراق، ووضع خطاً أحمر حول سوريا وبدأ حرباً ضد الإرهاب بالطائرات دون طيار دون مراعاة للأسباب الحقيقية للإرهاب، فالإرهاب قبل كل شىء هو المظهر العنيف لفشل مؤسسات الدول وحرمان شعوبها، وكانت النخبة السياسية تؤكد لأوباما أنه على خطأ شديد وكان هو يجاهرها بالنقد، ويتمركز فى سياسته ضد ما سماه «لعبة واشنطن» وتخفى سنوات حكم أوباما حقيقة أن تردد الرئيس كان فى الواقع يتمتع بتأييد شعبى إلى حد كبير، وأظهرت الانتخابات الأولية فى كلا الحزبين لاختيار مرشح كل منهما للرئاسة أن الجمهور لا يثق فى أى من المرشحين ولا فى نخبتهما أو حزبيهما، ويشك فى شعار أن على أمريكا تحمل مسئولية الشرق الأوسط.

ولا يريد أى من الحزبين مراجعة سياستهما القديمة وإعادة النظر فيها، فكلا المرشحين يتحدث عن ضرورة تدمير ما يسمى الدولة الإسلامية ومساندة إسرائيل وإقامة نظام دفاعى فى الشرق الأوسط، ومع ذلك سيتمسك المرشحان بإعلان أنهما لن ينشرا قوات فى الشرق الأوسط، وسيتجاهلون حقيقة أن الحرب الأهلية السورية لا يمكن أنهاؤها والقضاء على داعش إلا بإرسال قوات أمريكية كبيرة للمنطقة، فالطائرات بلا طيار والمقاتلات لا تستطيع إيقاف الكارثة البشرية فى سوريا أو استعادة أراضى فى العراق من داعش، إن مأساة الشرق الأوسط أن عدم الاهتمام الأمريكى يحدث فى الوقت الذى تتعرض فيه المنطقة لأكبر تحول عنيف.

إن النظام العربى الذى نشأ فى القرن العشرين قد انهار، فالإرهابيون العابرون حدود الدول مستخدمين شعاراتهم الروحانية الخاصة يتحركون لاحتلال المساحات التى لا حكومة بها، وتغلف الحرب الأهلية الطائفية وتعم منطقة مكتظة بالسكان ولكنها دول فاشلة، فمصر والسعودية تناضلان تحت حكم شمولى متجمد فى ظل تربط إيرانى.

ومنذ حلت أمريكا محل بريطانيا كالقوة المسيطرة بالمنطقة كانت عنصر استقرار مكن المحافظين العرب من الحكم ومنع المتطرفين وتطورت إسرائيل من مشروع ناجح إلى دولة قوية، وتدفق نفط المنطقة بأسعار معقولة، ولكن اليوم تعبت أمريكا من الحرب.

ومع ذلك ستتبع النخبة الجمهور ولن يترك رئيس أمريكى الشرق الأوسط رغم أن صدمة العراق مثل صدمة فيتنام قبلها قد تدفع أمريكا للعزلة مرة ثانية.

وإلى هنا ينتهى عرض تاكيا وينتهى معه محاولته الساذجة لإيهامنا أن أمريكا قد تترك الشرق الأوسط طائعة، فالدولة التى جندت وسلحت عصابات الإرهاب وأطلقتها علينا لتفتيت المنطقة إلى دويلات متعادية على أساس عرقى ودينى وطائفى تسيطر عليها اسرائيل لحساب الغرب ولحسابها لن تترك المنطقة ولن توقف مؤامراتها طواعية، وفر سذاجتك يا سيد تاكيا.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد