رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى شهر رمضان من كل عام.. تكثف الدولة جهودها لتوفير السلع الغذائية.. رغم أنه شهر الصوم المفترض أن نقلل فيه من تناول الأطعمة.. ويتحول شهر رمضان إلى شهر للأطعمة والمسلسلات والإعلانات.. وعندما يقترب عيد الفطر تعلن الأجهزة الأمنية استعدادها لمواجهة حالات التحرش بالفتيات والنساء.. ويعلن المجلس القومى للمرأة عن خطة عمله لمواجهة التحرش وجميع أعمال العنف التى تتعرض لها المرأة فى الحدائق ودور السينما والأماكن المزدحمة والمتنزهات.. خلال أيام العيد.. وكأن التحرش قد أصبح أحد مظاهر الاحتفال بالعيد أو عادة مثل تناول الكعك والبسكويت!

الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة خرجت علينا بتصريحات تناولتها بعض وسائل الإعلام، تقول إن مكاتب الشكاوى التابعة للمجلس بجميع المحافظات تخصص غرفة عمليات تعمل خلال فترة العيد لتلقى شكاوى التحرش.. وأن هناك تعاوناً مع وحدة مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية لاتخاذ كافة التدابير التى تكفل سرعة التعامل والتدخل فى حال حدوث وقائع تحرش خلال أيام العيد، وتكثيف التواجد الأمنى فى الشوارع والميادين والحدائق العامة؛ لإلقاء القبض على المتحرشين، فقبل رمضان الأجهزة تستعد لتوفير الأطعمة، وقبل العيد الأجهزة تستعد لمواجهة التحرش ضد النساء، وتقديم الدعم القانونى والنفسى لضحايا التحرش والعنف، وكأن فرحة العيد عند شبابنا يرتبط بالتحرش الجنسى، وملامسة الفتيات أمام دور السينما والمتنزهات.

للأسف.. إننا نبالغ فى التعامل مع التحرش، ونتعمد إبراز حالات التحرش فى وسائل الإعلام، وكأن غالبية شباب مصر يتحرش بالنسوة.

التحرش موجود وقائم فى دول كثيرة، وقد وصف جون بايدن، نائب الرئيس الأمريكى ظاهرة التحرش بالنساء بالجامعات الأمريكية بأنها.. وباء.. فقد أظهرت إحدى الدراسات التى أجرتها رابطة الجامعات الأمريكية، أن أكثر من 23 فى المائة من الفتيات يتعرضن للتحرش الجنسى أو التقبيل أو الملامسة قسراً قبل التخرج فى الجامعة، ولكن معدلات الإبلاغ عن التحرش لا تتجاوز 28 فى المائة.

وفى ألمانيا.. حدثت حالات تحرش كثيرة فى مدينة كولونيا فى احتفالات رأس السنة.. ووفقاً لتقرير قائد شرطة كولونيا فإن حالات التحرش ارتكبها رجال سكارى من أصول عربية وشمال أفريقية، وكأن التحرش مرتبط بالعرب.. ونحن للأسف نشوه صورتنا بأيدينا عبر وسائل إعلام عربية.

الغريب أن الدكتورة مايا مرسى تقول لإحدى الصحف، إن قضية التحرش جاءت ضمن أولويات الدولة عقب ثورة 30 يونيه، ودعت أن يكون عيد الفطر خالياً من التحرش بالنساء.

حرام أن نظلم شبابنا.. ونظهره على أنه «شباب متحرش»

المتحرشون قليلون.. بالمقارنة بملايين الشباب المصرى.. ويا ريت يا دكتورة مايا تبحثوا أسباب التحرش بموضوعية وشفافية.. لعلاجها.. وتلافيها.