رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

بعد أن عرضنا بأمانة كاملة وحيادية تامة تقرير عميل المخابرات البريطانية المنشور على موقع هنتجتون بوست فى 2 نوفمبر سنة 2014 بهدف زعزعة النظام العربى ومحاولة هدم أحد عموديه الأساسيين مصر والسعودية، ونسبة كل ما يجود به الشر الغربى من أكاذيب فى حق السعودية تحت عنوان «قنبلة الشرق الأوسط الموقوتة: الهدف الحقيقى لداعش هو الحلول محل الأسرة المالكة السعودية كأمراء الجزيرة العربية الجدد».

نفضح فى هذا المقال وما يليه الأكاذيب الصارخة التى يحاول الاستعمار الغربى ترويجها لزعزعة ثقتنا فى أنفسنا وفى مستقبل العالم العربى، أول هذه الأكاذيب وأكثرها جرأة أن العميل البريطانى ينفى تماماً أى دور للاستعمار الغربى فى خلق وتجنيد وتسليح داعش وغيرها من عصابات الإرهاب، بهدف تنفيذ مخططه فى تفتيت الشرق الأوسط فيقفز فوق الزمن أكثر من قرن كامل، ويدعى فى صفاقة واضحة أن المملكة العربية السعودية هى كيان جديد خلقه الاستعمار البريطانى بمعونة عميله الشهير سان جون فيلبى الذى أعلن اعتناقه للإسلام ومساعده الملك الراحل عبدالعزيز بن سعود فى تأسيس مملكته فى أعقاب الحرب العالمية الأولى التى انتهت سنة 1918.

والتاريخ المعروف يصفع هذه الأكذوبة فى مهدها ويؤكد أن أسرة سعود كانت سادة الجزيرة العربية فى موطنها نجد قبل القرن الثامن عشر، وكانت كباقى الدول العربية الحالية إقليماً تحت السيادة العثمانية قبل انهيار الخلافة العثمانية وإلغائها على يد أتاتورك فى  أعقاب الحرب العالمية الأولى وهزيمة تركيا وتقطيع أوصالها العربية، وخلال القرن الثامن عشر حاولت الأسرة السعودية الاستقلال عن دولة الخلافة كغيرها من الأقاليم العربية التى قامت فيها ثورات وطنية تحررية مثل ثورة على بك الكبير فى مصر التى نجح السلطان العثمانى فى قمعها عن طريق خيانة صهر على بك الكبير له أواخر القرن الثامن عشر، وبالنسبة لحركة التحرر التى قادتها الأسرة السعودية فى نجد أواسط القرن الثامن عشر، ارتبطت هذه الحركة التحررية بحلف بين ابن سعود عميد الأسرة ورجل دين بارز وقتها هو محمد بن عبدالوهاب مؤسس المذهب الوهابى السنى شديد التشدد فى الأمور الدينية، وكان السلطان العثمانى عاجزاً تماماً عن قمع هذه الحركة العربية التحررية، وظل الحال كذلك طوال باقى القرن الثامن عشر، ولكن فى مطلع القرن التاسع عشر وصل الضابط الألبانى محمد على إلى السلطة فى مصر سنة 1805 أثر فشل الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت وانسحابها من مصر سنة 1801 وبدأ محمد على فى تأسيس دولة عظمى إقليمية فى مصر حاصرتها دول الاستعمار الغربى عندئذ إنجلترا وفرنسا كما تفعل أمريكا وعملاؤها الآن مع الدول العربية، وكان محمد على رسمياً والياً تحت سيادة السلطان العثمانى فى اسطنبول ولكنه أصبح خطراً يهدد عرش الخلافة نفسه وقبل حدوث ذلك لجأ إليه السلطان العثمانى العاجز عن قمع الثورة السعودية الوهابية فى الجزيرة العربية، ليقوم نيابة عنه بقمع هذه الثورة وجند محمد على عدة حملات حربية بقيادة ولده طوسون ثم ولده إبراهيم باشا الكبير فى أوائل القرن التاسع عشر نجحت أخيراً فى الانتصار على ثورة التحرير السعودية وتدمير مدينة الدرعية عاصمتها عندئذ، وزال خطر الثورة السعودية عن الخلافة مؤقتاً، ولكن قوة الأسرة السعودية وحلفها الدينى مع الوهابيين ظلت كامنة طوال باقى القرن التاسع عشر حتى واتتها فرصة العودة للنشاط فى أعقاب هزيمة تركيا الساحقة فى الحرب العالمية الأولى، وقام زعيم الأسرة السعودية عندئذ الملك عبدالعزيز بن سعود مؤسس السعودية الحديثة بحشد قواه لاستعادة نفوذ آبائه وأجداده، وانتهزت بريطانيا الفرصة فقامت بمساعدته كما ساعدت غيره من القادة العرب لتقطيع أوصال دولة الخلافة، وكان العميل البريطانى الشهير سان جون فيلبى هو رجل الاستعمار البريطانى لدى ابن سعود كما كان الجاسوس لورانس رجلها لدى الأسرة الهاشمية وأتقن فيلبى دوره لدرجة إعلان اعتناق الإسلام الوهابى وتغيير اسمه إلى «عبدالله فيلبى».

يقفز العميل البريطانى الحديث ألستركروك مؤلف أكذوبة «قنبلة الشرق الأوسط الموقوتة» ويصور ما يحدث حالياً فى السعودية إلى خلاف دينى مذهبى نتيجة محاولة ملوك السعودية الحاليين تحديث المملكة ومحاولة الرجعية الدينية التى يمثلها من سمى نفسه خليفة المسلمين أبوبكر البغدادى، ويتجاهل العملاء تماماً أى دور للغرب الاستعمارى «البرىء» فى ترتيب كل هذه المؤامرة.

ونعرض فى الحلقة التالية فضحاً لأكذوبة عملاء الغرب التالية.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد