عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«إذا كنا نريد اقتصاداً قوياً والمزيد من فرص العمل، فعلينا العمل معاً، ووضعنا سيكون أفضل إذا كنا معاً... وإذا أردنا مكافحة التغيير المناخى فمن الأفضل أن نفعل ذلك معاً... وإذا أردنا هزيمة الإرهاب والحفاظ على سلامة وطننا علينا أن نقوم بذلك معاً...». من كلمات رئيس الوزراء البريطانى «كاميرون» الأربعاء الماضى، والذى كثف من دعواته للتصويت لصالح بقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى قبيل استقالته.

ولعل الكثير منا تابع الاستفتاء البريطانى التاريخى، والذى عرف إعلامياً باسم «بريكسيت» على عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى، الذى يضم 28 دولة، وقد انتهى بتصويت الغالبية لصالح الخروج، فقد أظهرت النتائج أن نسبة مؤيدى الانفصال بلغت 51.9% مقابل 48.1 % لمعسكر البقاء، فقد صوتت كلاً من إنجلترا وويلز للانفصال، فيما صوتت كل من أسكتلندا وأيرلندا الشمالية للبقاء.

ولا شك أن خروج بريطانيا سيشكل نقطة تحول سواء فى علاقاتها بأوروبا أو بالعالم، ومعظمنا يراقب الوضع الراهن، ويتساءل: كيف سيكون مستقبل بريطانيا والاتحاد الأوروبى؟ فالمملكة المتحدة أصبحت أول دولة كبرى تغادر الاتحاد منذ تأسيسه قبل 60 عاماً! تلك الدولة التى تسهم بحوالى 17 مليار دولار فى ميزانية الاتحاد، فلم يخرج قبلها من الاتحاد إلا «جرين لاند» 1985م التى لا يتجاوز سكانها 50 ألف نسمة مما يصعب قياس حالتها على بريطانيا.

وعلى الرغم من أهداف الرخاء والديمقراطية التى سعت لتحقيقها أوروبا الموحدة فى «تجربة الاتحاد الأوروبى»، إلا أن ذلك صاحبه أيضاً وعلى الجانب الآخر العديد من العثرات والمشكلات التى باتت تعانى منها عدد من الدول الاعضاء وبخاصة فى المجالات الاقتصادية. وذلك بعيداً عن حلم الاستقلال لدى الكثير من أقاليم الاتحاد على مستوى ما دون الدولة كما هو الحال فى إقليم «أسكتلندا» فى بريطانيا (وقد صرحت رئيسة وزراء أسكتلندا بأنه من المرجح إجراء استفتاء جديد حول استقلالها عن بريطانيا عقب إعلان خروج الأخيرة من الاتحاد)، كذلك الحال فى إقليمى ويلز وأيرلندا الشمالية، هناك أيضا إقليم «كتالونيا» بأسبانيا، وكل من إقليمى «الباسك» و«أندلوثيا»، وفى بلجيكا كذلك التى تعانى من الاستقطاب المزمن بين مكونيها السكانيين: الفلامان والوالون، وإيطاليا ليست ببعيدة حيث يفكر أيضاً سكان منطقة جنوب «النيرول» بمحافظة «بولزانو- بوزن» فى الاستقلال.

وجدنا أيضاً الترحيب من زعيمة اليمين الفرنسى «مارلن لوبان»، التى طالبت بإجراء مماثل فى فرنسا، كذلك الوضع فى هولندا، حيث طالب النائب اليمينى «غيريت فلديزلر» بإجراء استفتاء لخروج هولندا أيضاً.

ولعل السؤال الذى يطرح نفسه بناء على هذه الخلفية:

هل هذا بداية لتفتت القارة العجوز وانهيار اتحادها؟ والذى طالما تكرر ذكر نموذجها فى أدبيات السياسة للإشارة إلى قدرة الفرقاء على تجاوز قرون من الخلافات القومية والعرقية واللغوية والمذهبية، لتصل للتناغم فى تبادل المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية؟!

ولعل سؤالاً آخر يبدو لى أهم وهو: كيف نرى نحن العرب هذه التجربة؟ وترى ماذا يمكن أن نستفيد أو نتعلم منها؟!