رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

يستطرد التقرير المسموم قائلاً: «طبقاً لجريدة الحياة التى تملكها السعودية، فى يوليو سنة 2014 نشر استفتاء للرأى بين السعوديين على مواقع اجتماعية تقول نتائجه إن 92٪ من تم سؤالهم يعتقدون أن داعش تلتزم بالإسلام وأحكامه، وقال المعلق السعودى الشهير جمال خاشقجى مؤخراً يحذر من مؤيدى داعش عن بعد وسط السعوديين، قائلاً: إنهم شباب غاضب مرتبك العقلية والفهم للشريعة والحياة، وأنهم يلغون ميراثاً منذ قرون لمكاسب التحديث الذى لم يتم، فتحولوا إلى ثوار وإمراء وخليفة يغزون مساحات واسعة من أرضنا،إنهم يختطفون عقول أطفالنا ويلغون حدودنا، إنهم يرفضون كل القواعد والقوانين ويلقون بها أرضاً فى سبيل رؤيتهم للسياسة والحكومة والحياة والمجتمع والاقتصاد.

وبالنسبة لمواطن ما يزعم أنه أمير المؤمنين أو الخليفة ليس هناك خيار لا يعنيهم أن تكون وسط قومك أو أن تكون مثقفاً أو محاضراً أو زعيماً قبلياً أو رجل دين أو سياسياً شهيراً أو حتى قاضياً، يجب عليك طاعة أمر أمير المؤمنين وأداء قسم السمع والطاعة، له وعندما يناقش أحد أفكارهم يصرخ أبوعبيدة الجزراوى قائلاً: ما هو الخطأ الذى ارتكبناه؟ إخرسوا فمرجعنا الكتاب والسنة وهذا هو كل شىء.

ويتساءل خاشقجى قائلاً: ما هو الخطأ الذى ارتكبناه والذى أدى إلى وجود نحو ثلاثة أو أربعة آلاف سعودى ضمن مقاتلى داعش اليوم؟ علينا أن ننظر إلى داخلنا لتفسير لصعود داعش فربما يكون الوقت قد حان لأن نعترف بأخطائنا السياسية وأن نصحح أخطاء من سبقونا.

الملك الذى يقود التحديث أكثر الجميع عرضة للهجوم:

إن الملك السعودى الحالى سلمان هو أكثر الجميع عرضة للهجوم بسبب كونه متصدراً لحركة التحديث، فقد حد الملك من نفوذ المؤسسات الدينية والشرطة الدينية، وأكثر من ذلك فقد سمح للمذاهب السنية الأربعة بممارسة نشاطها بالنسبة لمعتنقى فقهها، أما الوهابيون فيرفضون تماماً أى فقه آخر غير الفقه الوهابى.

والسؤال السياسى الجوهرى هنا هو: هل نجاح داعش وكل مظاهر القيادة الفكرية التى تحاول فرضها سيكون سبباً فى نمو جرثومة التمرد داخل المملكة السعودية؟ وإذا حدث ذلك وانتشرت حمى داعش فى السعودية فإن دول الخليج كلها لن تعود أبداً إلى ما كانت عليه، فستتفكك السعودية وتضيع معالم الشرق الأوسط الحالية.

وربما يكون من الممكن للشيعة القاطنين فى شرق السعودية أن يجاهروا بالمذهب الشيعى الجعفرى ويسيرون وراء فقهائه، فيكونون بذلك خارجين تماماً عن الفقه الوهابى ومعتبرين كفره فى رأيه وفى سنة 1990 قال رجال الدين الوهابيون مثل بن باز مفتى السعودية السابق وعبدالله جبرين مرة أخرى إن الشيعة كفار خارجون من الإسلام، ولذلك فإن رجال الدين الوهابيين قد يعتبرون الإصلاحات التى يحاول الملك سلمان إدخالها استفزازا للمذهب الوهابى، أو على الأقل نوعاً من التغريب المرفوض، فداعش مثلاً تعتبر أى فكر يخالف مذهبها كفرا صريحاً، والسؤال السياسى الرئيس هنا : هل تنجح داعش فى فرض مثل هذا الفكر على المجتمع السعودى وتزرع بذلك بذرة التمرد بداخله؟ إذا حدث ذلك سيتغير وجه الخليج تماماً وتتفكك السعودية وتضيع معالم الشرق الأوسط الحالى.

هذا في الواقع هو القنبلة الموقوتة التى تسود الآن، فداعش تمسك مرآة أمام المجتمع السعودى تعكس له ما تعتبره النقاء المفقود، فرفع داعش لعلم ابن عبدالوهاب وجهيمان يمثل استفزازاً قوياً، إنها قنبلة داعش الموقتة، وهذه هى الصعوبة التى تواجه سياسة أمريكا فى المنطقة، فهى سياسة لا يبدو أنها ستنجح، فهدف داعش الحقيقى هو الاستيلاء على الحرمين وفرض شرعيتهم عن طريق من يعتبرونه أميراً للمؤمنين تكون له الطاعة ويكون لرافضه الموت.

وإلى هنا ينتهى هذا التقرير المسموم الذى ينفى كل مسئولية للغرب عما يحدث فى المنطقة ويغفل تماماً دور أمريكا واتباعها فى تجنيد وتسليح داعش وغيرها من عصابات الإرهاب ويجعل الأمر كخلاف مذهبى داخلى وسط العرب، وسنخصص الحلقة التالية وما بعدها لفضح وتفنيد هذه الأكاذيب الغربية بالحجة المقنعة.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد