عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

(بفضل الله أسلم على يدى أكثر من مليونى أمريكى، وخصصت دخلى السنوى الذى يقرب من 200 مليون دولار للنشاط الذى يخدم المسلمين الفقراء والدعوة إلى دين الله الإسلام.. ولقد حولت قصرى إلى جامع ومدرسة لتعليم القرآن).

هذا التصريح للأسطورة الذى كان (يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة) على حد وصفه لنفسه، البطل الذى حقق الفوز 56 مرة فى 61 مباراة (منها 37 بالضربة القاضية)، إنه محمد على كلاى بطل الملاكمة العالمى المسلم.

وعلى الرغم من أننى لست من محبى «الملاكمة»، لكن المتابع منا لقصة حياة أو نضال «كاسيوس مارسليوس» وهو اسم «كلاى» قبل أن يعتنق الدين الإسلامى، قد تستوقفه محطات حياتية إنسانية عدة على مدار عمره الذى ناهز الـ 74 عاماً، ولكنى سألقى الضوء معك قارئى العزيز على مواقفين تحديداً توقفت عندهما كثيراً!، فالأول كان إشهار إسلامه عام 1964 عقب مباراته الفاصلة مع «ليستون» حامل اللقب آنذاك، حيث تم تتويج «على» بعد الفوز بطلاً للعالم فى الوزن الثقيل، وقد كان ذلك من أكبر التحديات التى واجهها «على» فى حياته! حيث كان البيض يهدفون إلى صرف السود عن الجريمة، وكان أبرز ما ارتكزوا عليه لذلك هو تشجيع السود للاتجاه إلى حلبات الملاكمة، التى ستحقق لهم ضرب أكثر من عصفور بقبضة واحدة!، فالملاكمة مجال جيد للتنفيس عن كبت وغل وغضب السود من ممارسات التفرقة العنصرية، وفى نفس الوقت هى وسيلة جيدة من وسائل الترفيه والتسلية بالنسبة للبيض العنصريين عندما يشاهدون السود يتلاكمون بكل قوتهم ويضربون بعضهم البعض. وقد سعى البيض أيضاً ليصبح «الملاكم الأسود» قدوة ومثل يحتذى به بالنسبة لأمثاله السود، فهؤلاء الملاكمون يحصلون على الآلاف بل والملايين من الدولارات مما سيرفع من أوضاعهم الاجتماعية بشراء السيارات الفاخرة واصطحاب النساء الجميلات وشرب الخمور، ففى النهاية سيدمرون أنفسهم بأنفسهم!. ويتغير كل ذلك بإعلان «على» لإسلامه فى المؤتمر الصحفى بعد فوزه باللقب، معقباً بقوله الشهير: (إننى لا يجب أن أكون كما تريدوننى أن أكون، فأنا حر لأكون أنا).

أما ثانى ما استوقفنى فكان رفضه الانضمام لصفوف جيش أمريكا أثناء حربها فى فيتنام، وأذكر معكم ولنذكر أمريكا التى تدعى زوراً ربط الإرهاب والقتل بالإسلام بما قاله «على» آنذاك: (هذه الحرب ضد تعاليم القرآن.. ولن أحاربهم فهم لم يلقبونى بالزنجى)!. مما ترتب عليه سجنه وسحب اللقب منه لعدة سنوات، كافح خلالها لاسترداده.

وختاماً سأسمح لنفسى بتقمص دور «على» فى السطرين التاليين لأوجه كلمة من أقواله الشهيرة لأمريكا التى منحته وسام الحرية فى 2005، ونكست أعلامها لوفاته منذ بضعة أيام، وأمريكا أيضاً التى سرعان ما اتهم إعلامها وساستها الدين الإسلامى كالعادة بالإرهاب مجدداً إثر هجوم أورلاندو الذى نفذه الإرهابى «عمر متين» الذى تؤويه أرضها كما تؤوى المئات أمثاله!، وأقول لها: (كن صاحب مبدأ والعالم بأثره سوف يقبل عليك).

وكلمة أخرى لنا نحن العرب: (لا عيب فى أن تسقط أرضاً ولكن العيب فى أن تبقى على الأرض).