رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نعتقد أن أغلبية كبيرة من المواطنين العرب لا تدرى عن الصراع الشديد الذى يدور فى أقصى الشرق الأقصى وبالتحديد فى منطقة بحر الصين الجنوبى بين طرفين أولهما نفس العدو الاستعمارى الذى وضع مؤامرة الشرق الأوسط الجديد لتدمير دولنا وتحويلها إلى دويلات تابعة. والطرف الثانى هو دولة الصين الصديقة التى ساعدت العديد جداً من دول أفريقيا ومنها مصر على أساس من تبادل المصالح والمنافع دون أن تضع جندياً واحداً أو تطلق رصاصة واحدة فوق أرض أفريقيا، بعكس ما فعله ويفعله الاستعمار الأمريكى من نشر الدمار وتأجيج الحروب الأهلية وتجنيد المرتزقة مثل «داعش» فى ليبيا و«بوكو حرام» وغيرها من عصابات الإجرام، بل ونشر الأوبئة أحياناً سراً مثل «الإيبولا» فى غرب أفريقيا باعتراف واستنكار بعض ذوى الضمائر فى أمريكا مثل الدكتور بول كريج روبرتس نائب وزير الخزانة الأمريكية الأسبق فى رئاسة الرئيس الأسبق «ريجان».

أما قصة الصراع الدائر فى بحر الصين الجنوبى فى اختصار حسب سماح المساحة المتاحة فهى أن دولة الصين الصديقة تحاول منذ سنين إثبات حقها فى مياهها الإقليمية فى بحر الصين الجنوبى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقد اعترفت معظم دول العالم السيادة الصينية على جزر بحر الصين الجنوبى، ولكن القطب الاستعمارى العالمى الجالس على عرش واشنطن يحاول عن طريق الأسطول الأمريكى السابع فرض هيمنته على المنطقة تحت ستار حرية الملاحة وعدم التزامه بالاتفاقيات الموقعة بين دول رابطة جنوب شرق آسيا «آسيان»، بل وباتفاقية أمريكا مع إسبانيا سنة 1898، التى تحدد حدود الفلبين البحرية خارج نطاق المياه الإقليمية الصينية وكان ذلك عندما انتزعت أمريكا مستعمرة الفلبين من إسبانيا وضمتها إلى سيطرتها بعد هزيمة إسبانيا فى الحرب الأمريكية الإسبانية سنة 1898. وطبعاً حاول الاستعمار الأمريكى جهده فى تأليب دول جنوب شرق آسيا على بعضها البعض كما فعل ويفعل مع دول الشرق الأوسط، وكما فعل ويفعل مع دول الاتحاد السوفيتى السابق فى القوقاز وفى أوكرانيا.

ويحاول الاستعمار الأمريكى استمرار هيمنته على جنوب شرق آسيا ومنطقة بحر الصين الجنوبى على غرار ما يحاول من استمرار هيمنته العالمية عن طريق التهديد باستخدام الأسطول الأمريكى السابع ضد من يقف فى طريقه، وهو دولة الصين الصديقة فى هذه الحالة، وقد فشل تماماً فى تأليب دول «آسيان» على الصين باستثناء الفلبين منطقة نفوذ أمريكا التقليدية.

ولكننا نقول للاستعمار الأمريكى إن التهديد بالقوة لن يجدى فى حالة دولة عظمى مثل الصين الصديقة التى لديها من القوة العسكرية إلى جانب القوى الناعمة السلمية ما تستطيع معه ردع أى معتدٍ ولو كان قائد المعسكر الاستعمارى نفسه، والتى لن تجدى معها دبلوماسية البوارج مثل حالة إنشاء مستعمرة هونج كونج سنة 1840، على يد الاستعمار البريطانى الذى كانت الشمس لا تغرب عن مستعمراته.

تغير الزمن يا سيد أوباما أو من سيليك فى الرئاسة وبدأ مركز الثقل العالمى يتحول تدريجياً من الغرب إلى الشرق وسيستحيل عليك تماماً أن تفعل مع الصين ما عبثته فى العراق أو أفغانستان أو غيرهما، وقد أصبحت الدولة العظمى الصين اليوم ومنذ أكتوبر سنة 2015، صاحبة أكبر اقتصاد عالمى ولها من القوة ما تحمى به نفسها، ولها من الأصدقاء حول العالم من يقدر دورها العالمى فى التعاون دون هيمنة والعمل على تدعيم سلامة العالم.. راجع نفسك يا سيد أوباما أو من سيخلفك قبل أن تقدم على حماقة تكلف العالم وفى مقدمته بلدك نفسه حرباً لا تبقى ولا تذر، فكر قبل أن يسبق السيف العزل.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد