عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

شهدت العلاقات السعودية الروسية تفاعلاتٍ متزايدة الفترة الأخيرة فى إطار التقاربات، ويأتى هذا التقارب بين الرياض وموسكو فى ضوء مجموعة من التطورات الدولية والإقليمية، لعل أبرزها: ضبابية الموقف الأمريكى إزاء ملفات الشرق الأوسط، وتزايد النفوذ الإيرانى فى منطقة الخليج العربى بشكلٍ خاص والشرق الأوسط عموماً، كما يؤشِّر لذلك تطورات الأحداث فى كل من العراق وسوريا واليمن.

وإذا ما انتقلنا إلى الأسباب الحقيقية للتقارب «السعودى - الروسى» سنجد أن هناك خلفية لتحولات متسارعة فى السياسة الأمريكية نحو ملفات الشرق الأوسط، حيث تبنت «واشنطن» منذ الولاية الأولى للرئيس «باراك أوباما» مفهوم الأمن الأمريكى الاستراتيجى الجديد، القائم على السعى لإيجاد حلول سلمية بأقل تكلفة ممكنة للنزاعات فى المنطقة، وذلك عقب خسائرها الفادحة بالعراق، وفى هذا الصدد لم يعد خافيًا التوجه الأمريكى نحو تمكين إيران إقليمياً، على نحو ما أكَّده الرئيس أوباما بالقول: «نتطلع لإيران كقوة إقليمية فاعلة».

كما أن هناك مؤشراً آخر بالغ الأهمية ويتمثل فى التجاهل الأمريكى للسيطرة الإيرانية الكاملة على جنوب العراق وتحول الأخير برمَّته إلى كتل طائفية ولعلَّ ما يعزز ذلك، قرار الكونجرس الأمريكى بالتعامل مع العراق على أنه ثلاث دويلات على أسس طائفية: شيعية فى الجنوب، وسُنِّية فى الوسط، وكردية فى الشمال، ما يعنى أن العراق فى المستقبل القريب سيكون البوابة الرئيسة للقلق الأمنى الخليجى.

كما يزخر الملف السورى أيضًا بتداعيات جديدة لم تتجاهل فيها الإدارة الأمريكية دول الخليج العربية فحسب، بل وقوى دوليةً كبرى كفرنسا، حيث رسمت «واشنطن» سيناريو المستقبل السورى فى سياق الأمن الأمريكى الجديد من البوابة الإيرانية والإسرائيلية كتفاً بكتف- بحيث حولت مشروع «الهلال الشيعى» كمشروع إيرانى إلى مستطيل طائفى تديره «طهران»، والذى يشمل جغرافيًّا ثلاث دول، هى: العراق وسوريا ولبنان، ولم تتضح النية الأمريكية حتى الآن بشأن الأردن، وإن كانت الأردن تعتبر نفسها من وجهة النظر الأمريكية حزاماً أمنياً إقليمياً لإسرائيل، ولكن الحقيقة أن انتهاء سوريا يعنى التوجه للأردن لضمان السيطرة الإقليمية، وهذا ما يتم التدبير له الآن من إدارة البنتاجون.

ونرى أنه من خلال هذه الرؤية... فلا بد من التعاون والتكاتف العربى- العربى بالأيام المقبلة لإنقاذ سوريا من براثن وتطلعات إيران وإسرائيل، فإيران تريد أن تسيطر على أجزاء من النفط بسوريا، وأيضا إسرائيل تدبر وتستغل الوقت الراهن كى تعلن الجولان أراضى إسرائيلية خالصة، وقد خرج لنا «نتنياهو» مجاهراً بذلك حين تحدث عن أنها من حقهم التاريخى، وقد اجتمعت الجامعة العربية بعد هذا الإعلان الصهيونى، ولكن الأيام القادمة تحتاج لتعاون حقيقى وقوى تمزجه الأفعال الحقيقية وليست التنديدات الهوائية التى لا طائل منها.

ونلاحظ أن المملكة العربية السعودية تتجه الآن للتعاون السعودى - الروسى، متمثلاً فى بث مزيد من الاستثمارات السعودية بروسيا، والتعاون النفطى أيضاً نظراً لتخلى الإدارة الأمريكية الحالية عنها بشكل واضح، ومحاولة التمكين الإيرانى للمنطقة الخليج لتقويضها ومحاولة الابتزاز الواضح للمنطقة العربية بأكملها بكافة الأشكال من خلال زعزعة الأمن القومى للمنطقة العربية.