رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لم يترك الاستعمار الغربى وعملاؤه، وسيلة لمحاربتنا وتمزيق دولنا إلا لجأ اليها، ولم يترك طريقا لتحطيم معنوياتنا وتشكيكنا فى قدراتنا إلا سلكه، مستعينا بأقذر عملائه فى خلط الأوراق وإضاعة معالم الطريق، كل ذلك فى اطار من الحيادية المزعومة والتحليل الذى ظاهره علمى وباطنه سم زعاف. أمامنا الآن تحليل مطول لأحد عملاء المخابرات البريطانية MI6 بتاريخ 2 نوفمبر 2014 منشور على موقع هفنجتون بوست، يستهدف زعزعة أركان أحد أعمدة النظام العربى، وهو المملكة العربية السعودية فى سياق أكاديمى مزعوم تحت عنوان «قنبلة الشرق الأوسط الموقوتة: الهدف الحقيقى لداعش هو الحلول محل الأسرة المالكة السعودية كأمراء الجزيرة العربية الجدد».

وقد رأينا نقل هذا التقرير المطول المسموم الى القارئ العربى، ليرى الدرك الذى يمكن أن ينزل اليه اعداؤه فى محاربته وسنعلق على كل اكذوبة يسوقها اعداؤنا فى حينها.

يقول التقرير المسموم: إن داعش فى الواقع قنبلة موقوتة حقيقية مزروعة فى قلب الشرق الأوسط، ولكن قوتها التدميرية ليست مفهومة لدى العامة، انها ليست مسيرة قاطعى الرؤوس، وليست عمليات القتل والاستيلاء على المدن والقرى وفرض العدالة العنيفة، كقوتها التفجيرية، إنها أقوى كثيراً فى اثرها على شباب المسلمين وفى ترسانتها المسلحة الضخمة وملايين الدولارات التى فى حوزتها.

وعلينا فى الغرب أن نفهم أنه لا يوجد شىء نستطيع عمله كدول غربية حيال ذلك، علينا الجلوس ومراقبة ما يجرى.

إن القوة التدميرية الحقيقية لداعش موجودة فى مكان آخر هو انفجار المملكة العربية السعودية من الداخل، لأنها حجر الأساس الرئيسى فى بناء الشرق الأوسط، علينا أن نفهم أنه لا يوجد شىء فى الواقع يستطيع الغرب عمله حالياً إلا أن يجلس ويراقب ما يجرى.

والسبب المهم فى هذه القدرة التفجيرية كما قال الباحث السعودى فؤاد ابراهيم هو تعمد داعش استخدام لغة فى فلسفتها هى لغة محمد بن عبد الوهاب الذى أسس فى القرن الثامن عشر مع ابن سعود المذهب الوهابى والمشروع السعودى.

لقد اتخذ أبو بكر البغدادى أول خليفة أو أمير مؤمنين فى دولة داعش فى العراق سنة 2006 على سبيل المثال شعار دولته وأهدافها فرض التوحيد بالله، الذى هو هدف خلق البشرية. والهدف الذى يجب دعوة كل العالم إليه عن طريق الاسلام. وتتطابق هذه اللغة تماما ما قاله ابن عبد الوهاب، ولذلك فليس غريباً أن كتابات البغدادى وتفسيراته، توزع على نطاق واسع فى المناطق التى تحتلها داعش، وتتخذ منها البرامج الدراسية، وأعرب البغدادى عن سعادته بخلق جيل من الشباب الذى سينشأ على المبادئ المنسية من السمع والطاعة.

ولا يمكن لفرد من هذا الجيل رجلاً كان أو امرأة ان يكون مؤمنا حقا ما لم يكن قد تخلص من أى ولاء لأى عبادة اخرى، فقائمة الآلهة الكاذبين الذين لفظهم الوهابيون كانت قائمة طويلة لدرجة أن كل المسلمين كانوا عرضة للسقوط فى دائرة غير المؤمنين، ولذلك واجهوا خيارا هو إما أن يتحولوا للعقيدة الوهابية الاسلامية أو يتعرضوا للقتل، وأخذ زوجاتهم وأبنائهم سبايا فمجرد ابداء الشك فى العقيدة الوهابية يكفى لإعدام الشخص.

وخلال تبنى العقيدة الوهابية عمدا، تشعل داعش فتيل انفجار إقليمي ضخم، انفجار يتضمن قدرة ذاتية على الانفجار، واذا نجح فإنه سيغير شكل الشرق الأوسط تماما، والنقطة التى يؤكدها فؤاد ابراهيم كما أعتقد ليست مجرد التركيز على شمولية الفكرة الوهابية كاملة، ولكنه يشير الى شىء مختلف تماما، وهو أنه من خلال تعمد اعتناق الفكرة الوهابية تسعى داعش عن عمد الى اشعال فتيل انفجار إقليمي اكبر توجد بداخله امكانية الانفجار الذاتى، وإذا حدث ونجح هذا الانفجار سيتغير وجه الشرق الأوسط تماما.

لأن هذه المثالية النقية الفكرية لابن عبد الوهاب الذى كان أباً للمشروع السعودى كله، وهو المشروع الذى قمعه بقسوة العثمانيون سنة 1818 ولكنه خرج ثانية الى الوجود الناصع فى عشرينات القرن العشرين، لتصبح المملكة السعودية التى نعرفها اليوم، ولكن منذ عودته للظهور فى العشرينات ظل المشروع السعودى بداخله يحمل فى طياته جرثومة فنائه، ونقف عند هذه الفقرة حتى الحلقة التالية.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد