رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هذا الأسبوع كان مليئاً بالأعياد، عيد القيامة المجيد لإخواننا الأقباط، وعيد العمال لإخواننا العمال، وعيد الربيع (شم النسيم) للمصريين جميعاً.

 لقد استمتعنا هذا الأسبوع بإجازات لثلاثة أيام متصلة، فمنا من قضاها مع أولاده وعائلته، ومنا من سافر للاستمتاع بها. المهم عندي هو عيد العمال الذى سأتناوله في مقالي هذا.

عيد العمال هذا العام كان مختلفاً تماماً عن سابقيه من أعياد، فلأول مرة منذ ما يقرب من ستين عاماً، نستمع فيه لخطاب الرئيس- بهذه المناسبة- يناشد العمال ضرورة العمل والإنتاج وتجويد الإنتاج، فالمنتج الجيد هو الوحيد الذى نستطيع به المنافسة فى السوق الخارجية. وفى آخر خطابه صرح سيادته بأنه كلف المسئولين بتخصيص مائة مليون جنيه مساعدة للعاملين الذين توقفت نشاطاتهم الاقتصادية، خاصة فى النشاط السياحى والأنشطة التابعة له، فعلى حد علمى هناك العديد من العاملين فى المجال السياحى لم يتقاضوا رواتبهم منذ عدة أشهر، نظراً إلى الظروف الأمنية والحرب الاقتصادية، فهناك ركود كبير فى النشاط السياحى تحديداً.

ما أعجبنى فى خطاب سيادة الرئيس، أنه ركز فى خطابه على ضرورة العمل والإنتاج الجيد، فالإنتاج الجيد هو الذى نستطيع على أساسه المنافسة فى السوق العالمية للحصول على العملة الصعبة التى نحن فى أشد الحاجة إليها، فالإنتاج بصفة عامة، والإنتاج الجيد بصفة خاصة، ضرورة ملحة بالنسبة للمصريين، سواء فى الحكومة أو القطاع العام أو القطاع الخاص.

 وبهذه المناسبة، لابد أن ننتبه، فإن استمرار القطاع العام فى نشاطه رغم الخسائر المتلاحقة، هو من أهم أسباب عجز الموازنة العامة للدولة، فنحن أمام أمرين، إما تصفية القطاع العام، وإما إعادة هيكلة الأنشطة التى يمكن إعادة تشغيلها واستيراد الماكينات الحديثة التى تمكننا من إنتاج سلعة جيدة يمكن المنافسة بها فى الأسواق العالمية.

أعود فأقول.. العمل هو أساس نجاح أى دولة من الدول المتقدمة، فعلى سبيل المثال، العامل اليابانى كان فى بداية نشاطه يرفض الحصول على إجازة ويصر على العمل دون أجر إضافى أيام الإجازات، لأنه يعلم أن إنتاجه خير له ولبلده، ومن ثم نهضت اليابان، وأصبحت على قمة الدول الغنية فى العالم. أما عنّا هنا فى مصر، فمن المعروف قانوناً أن الأجر مقابل العمل، فمن لا يعمل أو يتكاسل فى عمله أو يهمل فيه لابد من مساءلته وإتاحة الفرصة لغيره من العاملين الجادين فى عملهم، ظروف مصر الاقتصادية التى نمر بها الآن صعبة للغاية، وما لم تتخذ إجراءات شديدة وحازمة فمن الصعب جداً أن نتجاوز محنتنا الاقتصادية.

من هنا... فإننى أتصور، أن استمرار تحمل ميزانية الدولة خسائر القطاع العام أمر لا يمكن السكوت عنه، وبالتالي، لابد من وضع حد لتلك الخسارة المتلاحقة، فنحن الآن في مفترق الطرق، إما أن يكون هناك عامل جاد ينتج سلعة جيدة، وإما سنظل هكذا ندور في حلقة مفرغة. أملنا الوحيد فى العمل الجاد، وأن يتحمل كل منا الأعباء الملقاة على كاهله، وخاصة العاملين فى الدولة، سواء أكانوا فى الحكومة، أم فى القطاع العام، أو حتى فى القطاع الخاص، ولابد أن يعلم الجميع أن الأجر فى مقابل العمل، فمن لا يعمل لا أجر له.

وفى النهاية.. أدعو الله أن يجعل أيامنا كلها أعياداً، وكل عام وحضراتكم بخير، وتحيا مصر.