رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

أعلنت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها، إنها ضمت بقرار من عندها، مرتفعات الجولان السورية، التى احتلتها فى أعقاب حرب 1967، وكأنها تريد أن تقول للعالم، هذا نصيبى من الكعكة السورية، ولن يستطيع أحد أن يأخذه منى.

من المعروف أن سوريا فقدت مرتفعات الجولان بعد هزيمة 1967، كما فقدت مصر أيضا سيناء فى تلك الحرب، وفقدت الأردن غرب الأردن (القدس الغربية). رحم الله البطل العظيم أنور السادات بطل الحرب والسلام، الذى استرد بقوته وبذكائه أرض سيناء الحبيبة فى مقابل وهم التطبيع بيننا وبين إسرائيل، ولولا فطنة وذكاء هذا الرجل العظيم لكانت إسرائيل مازالت تضع يدها على سيناء، وأعلنت أيضا إنها ضمن أراضيها. تماما كما تفعل مع مرتفعات الجولان السورية.

ومن العجب العجاب، أن العالم كله بما فى ذلك الدول العربية، لم ينطق بكلمة واحدة ضد هذا الصلف الإسرائيلى. إسرائيل فى حقيقة الأمر دولة محتلة لأرض سوريا، فالأرض أرض سوريا وليست أرضاً إسرائيلية، ورغم ذلك أعلنت إسرائيل من جانبها الاستيلاء على تلك الأرض، ومع ذلك لم يتحرك أحد من المجتمع الدولى - حتى كتابة هذا المقال - للرد على تلك الغطرسة الإسرائيلية.

إسرائيل حينما شعرت بقرب حل مشكلة سوريا، واشتمت رائحة تقسيمها تلوح فى الآفق، على اعتبار أن التقسيم هو الحل الوحيد الذى سيرتضيه الفرقاء هناك، سارعت وأعلنت من جانبها أن مرتفعات الجولان أراضى إسرائيلية، ولن يستطيع أحد أن يقترب منها، بزعم ان تلك الأرض جزء من دولة إسرائيل، وبالتالى فلن تدخل ضمن عملية التقسيم، لأنها من وجهة نظرها أراضى إسرائيلية وليست سوريا.

أتوقع أن جميع مفاوضات الصلح الدائرة الآن بين الأطراف المتناحرة، سواء فى العراق أو فى سوريا أو فى ليبيا أو فى اليمن ستنتهى جميعاً بالتقسيم، فلن تعود أبدا أى دولة من هذه الدول على ما كانت عليه من وحدة أرض وشعب، بل سيتم تقسيمها جميعها إلى دويلات صغيرة، يتولى كل طرف من الأطراف المتناحرة حكم جزء منها. كل ذلك تنفيذاً وتطبيقاً للمخطط المسموم الذى وضع بواسطة أمريكا وأعوانها فى منطقة الشرق الأوسط المسمى بالشرق الأوسط الجديد.

كان الله فى عون مصر ودول الخليج العربى، الذين يقفون وحدهم ضد الطوفان الغربى الامريكى الذى يصمم على تفتيت وتقسيم هذه المنطقة. فبعد أن فشلت محاولات الغرب فى إيقاع الفتنة والفوضى فى مصر ودول الخليج، بدأوا فى حرب أخرى الاقتصادية انهار معها سعر البترول إلى الحضيض، كما منعوا عن مصر السائحين والمستثمرين، وها نحن نحاول بأقصى جهد إعادة السياحة والاستثمار مرة أخرى.

حمى الله مصر، وحمى دول الخليج العربى المهدد أيضا بالتقسيم، حتى يكونوا شوكة فى حلق هذا الطوفان الغربى الأمريكى.. وتحيا مصر.