رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

استكمالاً لمقالنا السابق حول أسباب انسحاب روسيا من سوريا، نشير إلى أنه من المحتمل أن روسيا تعتبر أنها حققت هدفها إذا كان النجاح فى سوريا يتضمن استئناف روسيا لدورها كوسيط سلام ومحقق لتسوية سلمية للصراع فى هذه المنطقة الخاصة جداً فى العالم.

إن الاتحاد السوفيتى فى الماضى كان له حلفاء عديدون وأدوات عديدة لكسب اصدقاء ونفوذ بعدة طرق مثل تقديم قروض بفائدة زهيدة ومعونات معظمها عسكرية، ومثل اقامة مشروعات ضخمة يعتبر السد العالى فى مصر وتوليد الكهرباء منه نموذجاً لها، فضلاً عن تدريب الكوادر المحلية وتعليمها فى الجامعات والمعاهد السوفيتية، ولا ننسى بريق الايديولوجية فى حينها.

بالنسبة لروسيا فكل ذلك غير متاح حالياً، ومع ذلك فقد أثبتت روسيا قدرتها على مواجهة الصراعات الإقليمية فى الدول القريبة نسبياً من حدودها، وقدرتها على التأثير فى الجهات المتحاربة وتمهيد المسرح للوصول لاتفاق سلام.

يمكننا الاعتراض على المدى الذى تصل اليه المعارضة السورية فى مزاعمها التى تدعمها تركيا وقطر بأن الهجمات الجوية الروسية فى سوريا قتلت كثيرين من المدنيين وشوهت صورة روسيا، ولكن إذا حكمنا بما تنشره وسائل الإعلام الأوروبية فكلها فى الغالب يشيد بكفاءة العسكرية الروسية فى قتال داعش ومواجهة ما يسمى بالخطر الداهم من التطرف الإسلامى.

تراجع أم انسحاب؟

بالنسبة لمن يعادون روسيا فإن انسحابها من سوريا والمعركة مازالت دائرة بين الأطراف المتقاتلة فى الحرب الأهلية يعتبر فى نظرهم اعترافاً روسياً بالفشل وتراجعاً.

أما مؤيدو روسيا فإنهم يرون فى تصرفها تأكيدا لاستراتيجية مزدوجة بتقوية جيش بشار الأسد وإدخال القوى المعتدلة من المعارضين له فى حوار دبلوماسى، وقد نجحت هذه الاستراتيجية المزدوجة، وبذلك يكون تصرف روسيا انسحاباً تكتيكياً ذا هدف بعيد، انها مثل السمسار الماهر الذى يشترى الأسهم عندما يتدهور سعرها ويبيع حين يرتفع السعر.

وإلى هنا ينتهى هذا الشرح الشامل للكاتب الروسى، ولا تعليق لنا على مضمونه، وإن تحتم علينا التعليق على الأوضاع البائسة فنقول فى سطور:

1- لولا الدكتاتوريات المهيمنة على العالم العربى فى الماضى ومعظم الحاضر ما كانت هناك فرصة للاستعمار فى التغلغل وسط الأقليات ووضع مخططه الشرير فى انشاء شرق أوسط ممزق يخدم مطامعه.

2- ما دمنا ضعافاً مستسلمين فسيطمع فينا العدو والصديق، فالصديق الروسى مثلاً لن يغامر بحرب عالمية ثالثة من أجلنا، والعدو الأمريكى لن يغامر أيضاً بحرب فناء للجميع، وما دام ممكنا وصول الصديق والعدو الى تسوية تتضمن تنازلات متبادلة، ولو كانت فى النهاية على حساب وحدة الأرض السورية والشعب السورى.

3- لولا الدكتاتوريات الملعونة التى حكمت سوريا منذ استقلالها مروراً بالانقلابات العسكرية المتتالية وحكومات حزب البعث الفاشستى مع فترات نادرة من الحكم الديمقراطى.. وأخيراً الدكتاتورية العلوية العمياء منذ سنة 1970 للآن على يد الأب ثم ابنه، لولا كل هذا الظلام السياسى الذى ساد التاريخ السورى الحديث ما تمكن العدو أو الصديق من الاستخفاف بوحدة الشعب السورى والوطن السورى الى هذا الحد المؤلم، ولكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد