رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على وزن (أجسام كالبغال، وعقول كالعصافير)، وجدت هذا المثل ينطبق تماماً على مقالى هذا، خاصة على الذين انساقوا وراء دعوة الخرفان المسماة (جمعة الأرض) دون بصر أو بصيرة. وبطبيعة الحال، فأنا لا أقصد إهانة أصحاب الرأى والفكر من الذين قد يتفقون معنا أو نختلف معهم فى الرأى، فنحن جميعاً وطنيون قد نصيب وقد نخطئ.

أقول هذا بمناسبة الدعوة التى أطلقها إخوان الشياطين، وانقاد وراءها البعض من ضعاف العقول دون تفكير أو تمييز، فأى عاقل حتى ولو طفل يعرف أن موضوع ترسيم الحدود بين الدول، سواء كان ذلك للحدود البحرية أو البرية، موضوع معقد للغاية وله خبراؤه المتخصصون فى هذا الشأن، كما أن هناك قوانين دولية تحكمه. أى أن ترسيم الحدود بين الدول المفروض ألا يتعرض له إلا الخبراء والفنيون والقانونيون.

ولو راجعنا دستورنا سنجد أنه يشترط فى مثل هذه الأمور أن يتم عرضها على البرلمان لإقرارها أو رفضها أو تشكيل لجان فنية لبحثها أو إجراء استفتاء شعبى عليها. وبالتالى، فإن مسألة ترسيم الحدود هذه لم يبت فيها بعد، ومن المفروض أن البرلمان المصرى هو الذى سيفصل فيها بالقول الفصل، ورغم ذلك فقد حاولت جماعة أو جماعات استغلال هذه الفرصة لإثارة الفوضى والتخريب فى البلاد. لقد أصر إخوان الشياطين ومن هم على شاكلتهم النزول للشارع، باعتبار أنها فرصة يتصيدوا من ورائها الأخطاء ليعيثوا فى الأرض الفساد.

السبب واضح من دعوة إخوان الشياطين للنزول إلى الشارع فى جمعة ما سموه «جمعة الأرض». لقد كان الهدف من وراء تلك الدعوة إظهار مصر بأنها ما زالت مضطربة وهناك تظاهرات واشتباكات بين الشرطة والشعب، لكى يفر كل من يفكر من المستثمرين والسياح الرجوع مرة أخرى إلى مصر. ونحمد الله أنه خيب آمالهم وفضح أغراضهم، فانفض من حولهم أغلب الشباب الناضج الواعي، باستثناء حفنة لا تزيد على ثلاثة أو أربعة آلاف التفوا حول مبنى نقابة الصحفيين بالقاهرة.

إننى حقاً أتعجب ممن انساق وراء تلك الدعوة الخبيثة!! ألم يكن موضوع جزيرتى تيران وصنافير واضحاً للكافة. الرئيس السيسى بنفسه أوضح الخطوات التى اتخذت فى هذا الموضوع، والتى تقضى بضرورة عرض الأمر على البرلمان مرة أخرى. فلماذا إذن هذا التهريج وتلك الضجة التى يحاول إخوان الشياطين افتعالها؟ أم أنهم يريدون إيهام العالم بعودة الاضطرابات للشارع المصرى من جديد، ومن ثم يجب علينا أن نستيقظ جميعاً لمثل هذه الدعوات الكريهة، والتى لا طائل من ورائها إلا هدم مصر.