عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عندما حاولت أن أحدد ملامح للاستراتيجية الأمريكية الحالية فى الشرق الأوسط, وجدت صعوبة بالغة فى تعيين نسق عام يسهل لنا معرفة منحنى الحركة الأمريكية فى تلك المنطقة. ولاحظت أن حتى جهابذة وضع الاستراتيجيات أنفسهم أمثال: كيسينجر وكوردسمان وبريجنسكى يجدون صعوبة فى تحليل أو تبرير تلك السياسات التى تعتمدها الإدارة  فى علاقاتها مع دول منطقة الشرق الأوسط تحديدا ونرجع تلك الصعوبة إلى أن هذه القضية تعد من القضايا التى تتمتع بمستوى عال من السريةإضافة  للتخبط فى الإدارة الأمريكية  الحالية وارتباك سياستها.

وتعالوا بنا نتفق مبدئيا على المرتكزات الرئيسية للاستراتيجية الأمريكية (المعلنة) أو مصالحها الحيوية فى الشرق الأوسط وهى: إسرائيل النفط والإرهاب.

ونعلم أن إدارة أوباما قد حاولت فى البداية  أن تجعل من آسيا محورا أساسيا لاستراتيجياتها وخاصة بعد خوض أمريكا لحربين قاسيتين فى أفغانستان والعراق كلفتها ثمنا باهظا فى الأرواح والأموال إلا أن الواقع أثبت بل فرض على أمريكا واقعا، هو أن التخلى عن الشرق الأوسط ما هو إلا هروب إلى الأمام!

فبالنسبة لـ(إسرائيل): فكلنا ندرك أن القوى السياسية والشعب الأمريكى يعيران لأمن واستقرار إسرائيل أهمية خاصةوعليه فإننا نرى أنه على الرغم من كل العقبات التى تواجهها أمريكا لتحقيق مصالحها مع الدول العربية والإسلامية, ومشاعر العداء  لدى شعوب تلك الدول من جراء مساندتها لإسرائيل، إلا أنها ستستمر فى دعمها السياسي والعسكرى والاقتصادى لتل أبيب.

وأما بالنسبة لـ(النفط): فهناك من يروج بأن واشنطن لكى تنتزع «الشرق الأوسط» من قلب استراتيجياتها الخارجية فإنه يجب عليها تأمين المزيد من مصادر النفط إلا أننا نرى أنه بالرغم من تعادل الاحتياطى «الامريكى و الكندى» مع الاحتياطى «الخليجى والإيرانى والليبى» إلا أن القول بالاكتفاء الأمريكى الذاتى للطاقة أمر خيالى! فالطاقة الموجودة فى الشرق الأوسط ضرورية أيضا للصين واليابان والهند و..... وأن أى انقطاع فى الحصول عليها سيكون له ردات فعل غير مأمونة على سوق الطاقة وأسعارها وسيؤثر على الجميع منتجين ومستهلكين.

وأخيرا بالنسبة لـ«الإرهاب» الذى دعمته فإن الأمر بات أشبه بانقلاب «السحر على الساحر», حيث أن الإرهاب والتطرف المتفشيين باتا يشكلان خطرا كبيرا, وخاصة بعد الوقائع الإرهابية الأخيرة فى فرنسا وبروكسل. ومن البديهى توقع وصوله لأمريكا فى المستقبل المنظور وواشنطن تدرك ذلك وتتعامل معه بحذرفهى لا تريد الدخول فى حروب مباشرة ولكنها تكتفى بالعمليات الجوية وإرسال بعض المدربين للمنطقة.

خلاصة القول: إنه يمكن وصف الاستراتيجية الأمريكية المعتمدة حاليا فى ظل ما توافر لدينا :" بالتردد وعدم الحسم" فهى تسعى إلى احتواء تداعيات الانقلاب على الماسون المتأسلم فى مصر ومتابعة التنسيق مع تركيا وهناك الملف النووى الإيرانى ومواجهة ما دعمتهم من جماعات إرهابية..

ويبقى السؤال الملح: وأين هى استراتيجيتنا (كعرب ودول شرق أوسطية) لمواجهة الاستراتيجية الأمريكية!؟