رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

البادى من التصعيد المستمر من جانب الإيطاليين فى موضوع مقتل من يدعى ريجينى، انه إما يرجع إلى شخصية القتيل وأهميتها للجانب الإيطالى، وإما ان الجانب الإيطالى يعلم شيئا عن مقتل هذا الشاب ولا يريد ان يفصح عنه. ولكن من جانبى، فانا استبعد تماما تورط الجانب المصرى فى مقتل هذا الشاب لعدة اسباب، اهمها ما يلى:

أول هذه الأسباب، فمنذ ان تحسنت العلاقات المصرية الإيطالية تحسنا ملحوظا فى اعقاب ثورة 30 يونية، ظهرت جماعات تحاول الوقيعة بيننا وبينهم، فلا ننسى أبدا انه منذ بضعة شهور تم تفجير القنصلية الإيطالية بالقاهرة، وكان الهدف من ذلك الوقيعة بيننا وبين الايطاليين. ولكن الحمد لله، تفهم الجانبان المصرى والإيطالى الحقيقة والمقصود من هذا التفجير، وقد عادت الأمور لمسارها الطبيعى، بل افضل مما كانت عليه. ومن هنا، فربما تكون الجهة المسئولة عن تفجير القنصلية الايطالية فى مصر بعد فشله فى مخططه هذا، فتفتق ذهنه لعمل آخر للوقيعة بين مصر وإيطاليا. فالجثة التى عثر عليها والمكان الذى وجدت فيه، يريد الفاعل عن طريقهما إيهام الجانب الايطالى بمسئولية رجال الأمن المصريين عن تلك الجريمة، خاصة أن الجثة كان بها اثار تعذيب صعقا بالكهرباء وفى أماكن حساسة من الجسد.

أما عن السبب الثانى، فمن المعروف دوليا ان عمليات التعذيب التى تقع فى جميع أجهزة الأمن على مستوى العالم أصبحت الآن لا تترك أثراً فى جسم الإنسان. هناك طرق عديدة، مثل إيهام المراد تعذيبه بالغرق لأكثر من مرة، او تركه لأيام عديدة لا ينام حتى ينهار عصبيا، وغيرها من الاساليب الكثيرة الحديثة كالحقن بالمواد التى تجعل المراد تعذيبه يدلى بكل شىء قد يكون محتفظاً به. اذن فلا توجد الآن على مستوى العالم أجهزة أمن أو مخابرات تلجأ للأساليب البدائية فى التعذيب التى تترك أثرا فى جسم الإنسان. وبالتالى، فان آثار التعذيب التى وجدت على جسد الشاب الإيطالى كان المقصود منها توجيه الاتهام إلى جهات الأمن المصرية.

فلو اضفنا إلى كل ذلك، انه لو كانت هناك بالفعل جهة أمنية ما وراء مقتل الشاب الإيطالى، فلماذا تلقى تلك الجهة بالجثة فى الطريق العام أمام أعين الكافة؟؟ الم يكن فى مقدورها اخفاء الجثة بطريقة أو بأخرى، كالدفن مثلا!! من غير المعقول ولا المتصور ان تكون هناك جهة أمنية عذبت هذا الشاب، ثم إنها وبعد تعذيبه بهذه الطريقة الوحشية تلقى به فى قارعة الطريق لكى يشاهد الكافة ماذا حدث له. وعلى سبيل المثال فهناك فى إيطاليا شاب مصرى اختفى منذ ما يقرب من ثمانية أشهر ماضية وحتى الآن لا يعلم أحد عنه شيئا سواء أكان حيا أو ميتا.

خلاصة القول، اننى استبعد تماما تورط مصر بطريقة أو بأخرى فى مقتل المدعو ريجينى، حتى ولو كان جاسوسا على مصر، فهناك طرق عديدة للحصول منه على ما نريد، وطرق أكثر لإخفائه عن الوجود. وهذا بالطبع لم يحدث. ولكن الذى حدث فى هذه القضية كان مماثلاً تماما لتفجير القنصلية الايطالية منذ عدة أشهر، كل هذا من أجل إيجاد الوقيعة بيننا وبين الجانب الإيطالى.

وأخيرا.. كل ما أرجوه ان تمر هذه الأزمة على خير، فنحن والجانب الإيطالى فى أشد الحاجة للتعاون من أجل القضاء على الإرهاب. وتحيا مصر.