عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

بمناسبة اليوبيل الماسى لنقابة الصحفيين.. قلت لبعض الزملاء المخضرمين أمثالى العاملين فى جريدة «الأهرام» إن الخطأ الأكبر الذى ارتكبته «الأهرام» هو هدم المبنى القديم الذى كان فى شارع مظلوم!!! لقد كان أول مبنى لصحيفة يومية مصرية!!! فى هذا المبنى عمل كل (عمالقة الصحافة) كما سماهم أستاذنا حافظ محمود فى كتابه المشهور!!!

وكان هذا المبنى القديم لونه «أحمر»!!! وكان أساساً فيللا لأحد الأثرياء.. وكانت حوله من كل مكان أراضى فضاء، لذا تم شراء الأرض المجاورة وتم بناء دار أخرى للإدارة والإعلانات!!!.. فتم هدم المبنيين وتحولت الأرض إلى موقف سيارات فأصبح أغلى موقف سيارات نظراً لمكانة وسط أهم شوارع القاهرة.

فى هذا المبنى القديم - مثلا مجرد مثال.. حجرة تضم ثلاثة عمالقة.. محمود أبوالفتح ومحمد التابعى وكريم ثابت.. مثلا.. وكذا معظم الحجرات.. حجرة رئيس التحرير كانت أوسع حجرة لذا سموها (نادى الصحفيين).. كان أصحاب الصحف الأخرى وكبار الكتاب يترددون علي حجرة رئيس التحرير حتي في عدم وجوده.. ومن الطريف أن كان لهم (حساب مفتوح) في بوفيه الأهرام.. كانوا يقولون لأنطون الجميل أشهر رئيس تحرير بعد هيكل.. (يا بخيل) هؤلاء ضيوفك!!! فكان رده: لانهم ضيوف أعزاء وأصدقاء أعتز بهم، لذا أريد أن أشعرهم بأن الدار دارهم وبأنهم ليسوا ضيوفاً!!!!

وكان انطون الجميل يملك (حاسة صحفية) ولا أكبر رادار عالمي.. كان يلتقط من كلام الضيوف أخبارا مهمة جداً.. وكان انطون الجميل صاحب مدرسة الخبر الجديد أهم ما تقدمه الصحيفة إلي قرائها بعد أن كان داود بركات رئيس التحرير الذي كان قبله يهتم بالرأي والرأي الآخر وتعليقه علي علي الرأيين.. فأصبح مكان هذه الآراء في الصحفة الأخيرة والأخبار هي المتصدرة الصفحة الأخيرة وكان انطون الجميل صاحب أول عناوين بالحجم الكبير في الصفحة الأولي ليس بدرجة المانشيت ولكن بعد وفاته بسنوات قالوا إن انطون الجميل هو صاحب (مدرسة المانشيت) رغم ان الأهرام في ذلك الوقت لم يتصدر أي عدد منه أي مانشيت مهما كان الحدث.

<>

ولكي تتصور مدي سعة حجرة رئيس التحرير .. اضطر انطون الجميل أن يقتطع جزءاً من الحجرة.. مبني حائطين في ركن من الحجرة لا يتسع سوي لمكتب صغير وكرسي وتليفون وكان يدخل هذه الحجرة الضيقة ليكتب بسرعة بعض الأخبار التي سمعها في حجرته الكبيرة (نادي الصحفيين).. وبذلك رفع توزيع الأهرام مما اضطر معه سليم باشا تكلا أن يذهب إليه في غرفته ليبلغه بأن رفع مرتبه إلي رقم خيالي لم يصدقه أحد.. ظنوا أنها مبالغة ضخمة جدا وليست حقيقة.. كان المرتب الجديد (سبعة آلاف جنيه)!!!! كان نصف المرتب يرسل إلي ملاجئ الأيتام من برة برة!!! من الخزانة إلي إدارتي الملجأين !!! انطون لم يتزوج ولم ينجب!!!

علي فكرة.. من قصص الأهرام القديم أن سليم وبشارة تكلا لم يفكر أحدهما في استدعاء انطون الجميل قط!!! كان كل منهما إذا أراد أن يقول شيئا لأنطون الجميل يذهب إليه في مكتبه!!!

ومن سعة حجرة التحرير أيضا أنه عرض الأهرام علي أجمل صحفية مصرية في تاريخها الطويل وهي (مي زيادة) عرضت الجريدة عليها أن تعمل في الأهرام وغرفتها ستكون في أحد أركان حجرة رئيس التحرير لتكون قريبة منه.. فكان رد (مي) الرفض وقرار ألا تعمل في الأهرام قط وبأي مرتب مهما كان!!! مدي الحياة وقد كان.

(<>

قصص الأهرام القديم كثيرة ومشوقة.. ولكن المكان ضيق فلماذا لم يتحول هذا المبني إلي متحف صحفي.. يا خسارة!!! أرجو أن نتلافي هذا في 4 شارع الشريفين مبني الإذاعة القديم!!! يجب تحويله إلي متحف!!