رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

تلوح فى الآفاق بشائر خير على مصرنا الحبيبة. لكن، لا يبقى منا إلا الجد والعمل والعرق والضمير، فهل نحن مستعدون؟؟

قبل ان ابدأ مقالى، أحب ان اشير إلى برنامج الحكومية الذى صدر مؤخرا وقٌدم لمجلس النواب. كل ما أرجوه وأتمناه، ان تحقق الحكومة حتى ولو نصف بشائر الخير التى وردت به. وفى ذات الوقت أرجو ألا تصل إلى نصف الإجراءات الاقتصادية الصارمة التى ترغب فى الوصول إليها لإعادة الاتزان الاقتصادى. وعلى أى حال فقد سبق أن سمعنا الكثير من الوعود ولم يبق إلا التنفيذ طالما ان الأمل موجود.

أما عن بشائر الخير التى أقصدها من هذا المقال، فقد قرأت عن مشروعات عملاقة عديدة سوف يتم التوقيع على تنفيذها بين مصر والمملكة العربية السعودية، حينما يصل جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر فى غضون الأيام القليلة القادمة، كلى أمل ان تكون هذه المشروعات فاتحة خير على مصرنا وعلى شعبنا بإذن الله تعالى، فهى بارقة امل كبير لنا جميعا.

وما يقال عن اتفاقات اقتصادية جديدة بين مصر والسعودية قادمة، يقال على الاستثمارات الفرنسية التى سيتم التوقيع عليها أيضا حين حضور رئيس جمهورية فرنسا فرانسوا اولاند إلى مصر. ورغم ان اغلب هذه الاتفاقات خاصة بالتسليح العسكرى، إلا انه إلى جانب ذلك هناك أيضا اتفاقات تجارية وخدمية أخرى على رأسها مترو الانفاق. حاجة مصر  الآن إلى السلاح لا تقل أهمية عن حاجتها إلى الإصلاح الاقتصادى، فالقضاء على الإرهاب من أهم أسباب انتعاش الاقتصاد المصرى.

ولو أضفنا إلى ما سبق من استثمارات سعودية وأخرى فرنسية قادمة، تلك الاستثمارات العديدة والمساعدات التى جاءت والتى ستأتى من دولة الإمارات وكذا دولة الكويت، فالكل يعلم ان وقوف مصر على قدميها مرة أخرى سيكون فاتحة خير ليس فقط على شعبها ولكن على الأمة العربية كلها. فلو اضفنا إلى ذلك ان الاستثمارات العربية والأجنبية القادمة من شأنها ان تفتح المجال للمستثمرين المصريين أيضا للمشاركة فيها، كما انها ستفتح ابواب العمل للقضاء على البطالة بإذن الله.

فلو أضفنا لكل ما تقدم، ان هناك بشائر خير لعودة السياحة إلى ما كانت عليه - بل ربما أكثر - فى الصيف القادم بإذن الله، فمشكلة تأمين المطارات والموانئ قد تم حلها وبدأت الوفود السياحية بالفعل فى الوصول إلى مصرنا العزيزة. المهم فى هذا الشأن ان يعرف كل من يعمل بالسياحة، ضرورة تقديم الخدمات السياحية فى أحسن صورة ومعاملة السائح معاملة حسنة، كل هذا ليس على انه مورد رزق للعاملين فحسب، ولكنه مورد رزق لمصر كلها. حسن معاملة السائح من أهم الأسباب التى تشجع السائح للحضور إلى مصر.

ما يزعجنى بالنسبة للانتعاش الاقتصادى القادم، تلك الأمراض الكئيبة التى أصيب بها أغلب العاملين فى الدولة، سواء من التكاسل أو الإهمال أو اللامبالاة وتواكل وعدم أخذ الأمور مأخذ الجد المطلوب. أغلب العاملين فى الدولة والقطاع العام يريدون ان يأخذوا ولا يعطوا شيئا، فمن غير المقبول أو المعقول ان كل ساعات العمل الفعلية للعامل المصرى هى ثلاثون دقيقة فقط فى يوم العمل. لابد ان نغير من انفسنا ونأخذ الأمور بجدية وهمة وضمير.

لا يمكن لنا ان نتقدم حتى لو جاءنا مال قارون دون ان نعرق ونكد ونراعى الله فى سماه وضميرنا فى الأرض. لا توجد دولة فى العالم تقدمت إلا على سواعد ابنائها واكتاف شبابها. ومن ناحية أخرى لابد ان نجد حلا للعشوائيات والإنجاب بغير حساب، أغلب أطفال العشوائيات مطلقون فى الشوارع وهم عرضة للجريمة والانحراف. العشوائيات وكذا الإنجاب بلا حساب كارثة تقارب الإهمال والتكاسل والتواكل فى العمل، ولابد لنا ان نجد حلا للحد من هذه الظاهرة، خاصة بين الطبقات الفقيرة محدودة العلم والثقافة.

المهم.. ان مصر قادمة بإذن الله على استثمارات كثيرة وعودة للنشاط السياحى مرة اخرى وربما أفضل مما كانت عليه من قبل، فالدور علينا نحن شعب مصر ان نجيد استغلال تلك الفرصة القادمة وان نصلح من أنفسنا تنفيذا لقول الله سبحانه وتعالى «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ» فهل نحن مستعدون؟؟

حما الله مصر وجنبها شرور الكارهين والحاقدين وتحيا مصر.