رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

تحت هذا العنوان، نشر الكاتب الشهير يبيي اسكوبار في 15 فبراير على موقع إنفورميشن كليرنج هاوس هذا المقال الذي يصف بدقة ما يجري على الأرض السورية، ننقله للقارئ قبل التعليق عليه.

يقول اسكوبار إن الصراع على سوريا يدور الآن تحت ستار غامض يسمى ايقاف القتال، فهو ليس ايقاف قتال يطبق خلال اسبوع، وعلى الطريق في هذا العام الحقيقي فإن الصراع سيستمر بالضرورة.

وكما أكد لافروف وزير خارجية روسيا مرات عديدة، فقد قدمت روسيا مقترحات لتطبيق ايقاف القتال بدقة، ومع ذلك لم تلتزم امريكا وتركيا والسعودية، فالحكم في السعودية المسيطر على «الثوار المعتدلين» يخشى على هؤلاء «المعتدلين» من الهزيمة على الأرض وبدأ يردد فكرة ارسال جنوده الي سوريا لمساندة المجهود الامريكي ضد داعش، ووصف الاستخفاف بالعقول لدرجة أن رئيس وزراء روسيا دميتري مدفديف اضطر في حديث صحفي لجريدة «هاند لسبلات» الألمانية أن يقول: «على الامريكيين وشركاءنا العرب التفكير في الآتي: هل يريدون حرباً تدوم الى ما لا نهاية؟».

لا شك أن السلطان أردوجان والسعوديين يريدون ذلك لأن حلمهم بتغيير نظام الحكم في سوريا قد تحطم، ولكن البطة العاجزة أوباما ونظام حكمه يرى الموضوع أكثر عقيداً من ذلك، فسياسته الخارجية التي تتسم بانعدام الرؤية لم يعد أمامها الا التراجع.

والتصريحات المنسوبة لما يسمونه مسئولية امريكية تنزلق بشدة نحو القول بأن ما يقال عنه تأجيل ايقاف القتال هو فخ روسي وتزعم أن امريكا تريد ايقافا فورياً للقتال «ولا عجب في ذلك لأن الثوار الذين توجههم المخابرات الامريكية يتعرضون لهزيمة ساحقة» أما أتباع أمريكا من الاوروبيين والعرب فيزعمون أن روسيا هي التي تدمر جهود السلام،  ومع ذلك فجون كيري وزير الخارجية الامريكي قد استسلم للواقعية فعلاً، ويبدو أن لافروف وزير خارجية روسيا قد اوضح له تماما أن الامرين غير القابلين للمناقشة بالنسبة لروسيا هما كسب معركة حلب التي توشك أن تبدأ واغلاق حدود سوريا مع تركيا في وجه أي تسلل للجهاديين سواء كانوا يسمون معتدلين أو غير ذلك.

 

الانزلاق في ميونخ

هناك صدى تاريخي عن الحرب في سوريا ومفاوضاتها الشبيهة بمؤتمر الامن الذي عقد في ميونخ عن الأمن الدولي، ولكن الشىء الملح في السؤال هو هل سيصمد اتفاق ميونخ الجديد؟

الشىء المؤكد هو أن داعش وجبهة النصرة التي تمثل تنظيم القاعدة في سوريا ستظلان هدفا لهجمات كل من امريكا وروسيا حتى بعد ايقاف القتال.

فالتحالف المكون من روسيا وسوريا والعراق وايران وحزب الله سيظل يستهدف كل ما ينتمي ولو من بعيد لجبهة النصرة، فالجيش السوري من جانبه سيكثف من هجماته ضد داعش على أساس أن كل الطرق تؤدي الى الرقة عاصمة داعش، وبمجرد أن يتم اغلاق الحدود السورية التركية بمساعدة مهمة من اكراد سوريا سيكون الزحف على الرقة محتوماً.

هذا هو السيناريو الارضي للأيام القليلة القادمة، ولذلك فلا عجب أن يكون التحالف التركي السعودي في حالة يأس كامل، فاذا حاولوا مساعدة من يسمونهم «بالمعتدلين الثوار» بمدفعيتهم سيتم سحق مدفعيتهم من الطيران الروسي.

وهنا يدخل عنصر انزلاق استثنائي يحاول حلف الناتو دراسة امكانياته بأن تقود امريكا من الخلف الحلف ضد داعش، وهذا تخريف طبعاً فوزارة الدفاع الامريكية منغمسة فعلاً في الصراع، والدول الكبرى في حلف الناتو مثل فرنسا وألمانيا تريد اخراج نفسها من الصراع السوري حتي لا تدخل في حرب برية، والمسألة كلها أن السلطان اردوجان يحاول في يأس مرة بعد اخرى ادخال حلف الناتو في المعركة حتى ولو أدى الامر الى المخاطرة القاتلة باستفزاز روسيا، فحلم السلطان الذي انهار الآن وهو اقامة منطقة «آمنة» على الحدود بين سوريا وتركيا يرفض أن يموت في ذهن السلطان أردوجان.

 

هذا السلطان العدائى:

خلف كل ما يقال عن ايقاف القتال هناك حقيقة واضحة، وهي أن البطة العرجاء أوباما وحكومته يبدو أنها لا تريد تصعيد التوتر مع روسيا الى نقطة اللا عودة، اما وزارة الدفاع الامريكية وحلف الناتو والرغبة في حرب باردة جديدة فأمر آخر، فالسماء فوق سوريا لن توفر مقدمة كحرب شاملة بين أمريكا وروسيا.

ولكن هذا لا يعني أن وزارة الدفاع الأمريكية ستكف محاولة دفع الامور الى الحرب بين روسيا وامريكا، فأشتون كارتر وزير الدفاع الامريكي ومايكل فالون وزير الدفاع البريطاني سيلتقيان مع دول الخليج العربي وتركيا في بروكسل وتصوروا من يقف على رأس الوفد السعودي؟ ان الامير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي حالياً في السعودية نظراً لحالة المالك سلمان الصحية والأمير محمد بن سلمان مسئول كذلك عن الحرب في اليمن، وهو غاضب تماما على أن الثوار السوريين الذين يحركهم عن بعد يتعرضون للتقهقر على الأرض أمام الجيش السوري والطيران الروسي، ومع ذلك فان ما يعانيه في اليمن سيكون بسيطاً جداً بالمقارنة مع ما ستواجهه قواته من المرتزقة على يدي الجيش السوري ومن يساندونه من قوات ايرانية ومقاتلين من حزب الله.

إن المؤامرة تزداد عمقاً، سينكر الطرفان ذلك، ولكن هناك قنوات خلفية بين روسيا والسعودية هدفها تحديد المناطق التي سيسيطر عليها الجيش السوري تحديداً دقيقا والمناطق الاخرى التي ستترك لثوار مقبولين من الجانبين في اطار محاربة داعش، وهذا يثبت أن السعوديين والروس يمكنهم التنسيق بين جهودهم مادامت هذه الجهود موجهة ضد الجهاديين المتطرفين.

أما السلطان اردوجان، الذي فقد سطوته فإن اي صفقة بين روسيا والسعودية مرفوضة تماما من جانبه، خصوصا بعد أن قام اكراد سوريا الذين يعتبرهم اردوجان ارهابيين بافتتاح مكتب تمثيل لهم في موسكو بدعوة من الرئيس بوتين.

ولذلك علينا ان نفتح أعيننا جيداً على ما يسمى ايقاف القتال لأن القتال الحقيقي قد يكون على وشك ان يبدأ.

وإلى هنا ينتهي هذا المقال الذي استعرض فيه الكاتب المتمكن اسكوبار الأوضاع الجارية في سوريا، فمصادر معلوماته واسعة وصلاته مع اطراف القتال معلومة للعالمين ببواطن الامور،ومن هذا العرض الصريح لا يسعنا الا أن نرى بوضوح ملامح خطة لتقسيم سوريا يرضي عنه العدو الامريكي و«الصديق» الروسي ومن يقبلها من اعوان الجانبين مثل السعودية سيكون موضع ترحيب من الجانبين، اما من يرفضها مثل اردوجان فليس أمامه الا أن يمضغ حصرم الفشل كما سبق ومضغه عندما اسقطت ثورة 30 يونية المجيدة حلمه الاجرامي بأن يكون خليفة المسلمين الجديد في خلافة عثمانية تقوم على اكتاف العملاء المحليين مثل عصابة الاخوان المتأسلمين.

نقول في النهاية والألم يعتصرنا إنه لولا تعاوننا طمعا أو جهلاً مع اعدائنا ما أمكن لأي قوة في العالم ان  تعبث بنا على هذا النحو المهين.

 

الرئيس الشرفي لحزب الوفد