رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

عرضنا فى المقال السابق خطوات الجريمة النكراء التى تخطط لها أمريكا لإغراق وادى الفرات بنسف سد الموصل كما عرضها وليام انجدال فى 17 فبراير على موقع إنفورميشن كليرنج هاوس، ونعرض فى هذا المقال الثالث والأخير الدوافع الشريرة وراء رغبة أمريكا فى هذه الجريمة النكراء.

لماذا الموصل؟

يقول انجدال قد يتساءل البعض لماذا الموصل؟ طبقاً لما قاله كلينتون فى تقريره الشهير سنة 1992 لبوش الأب «إنه النفط يا غبى»، إن الفشل الذى عانته أمريكا فى إجهاض الربيع العربى، وفشل أوباما ومخابراته فى مساندة الإخوان المسلمين فى مصر وباقى دول الشرق الأوسط البترولية، والآن عملياتهم مع تركيا فى الموصل وسوريا، كل ذلك من أجل النفط.

ولكن هذه المرة ليس الهدف السيطرة على حقول النفط الغنية فى العراق وسوريا بل تحطيم هذه الحقول، فالخطة الأمريكية التى نفذتها فرنسا فى تحطيم ليبيا القذافى هى النموذج، فالعراق كما اكتشف تشينى سنة 2001 من خلال مجموعته الدراسية يمتلك ثالث أكبر احتياطى نفطى فى العالم مثل إيران، وتمتلك السعودية المرتبة الأولى للاحتياطى، والمناطق حول الموصل وكركوك هى ما تركز عليه أمريكا حالياً عسكرياً، ففى سوريا يسيطر إرهابيو داعش على معظم حقول النفط السورية التى يصدرون إنتاجها سراً بمساعدة عائلة أردوغان لأسواق العالم، لتمويل حربهم الإرهابية ضد حكومة الأسد، وقد شعرت برعدة تهز كيانى عندما قرأت برقية مؤرخة 28 يناير من الجنرال ماكفارلن قائد قوات التحالف الدولى ضد داعش فى العراق وسوريا ذكر فيها أن الجيش الأمريكى يعاين سد الموصل لتقدير إمكانية هدمه، فإذا نسف هذا السد ستكتسح المياه المخزنة وراءه وادى الفرات المكتظ بالسكان «ونحن نحاول حالياً معرفة احتمالات نسفه، ونعرف أنه إذا انهار ستكتسح المياه وادى الفرات حتى بغداد، وتقدر وزارة الخارجية لدينا أن نصف مليون إنسان سيغرق عندئذ وسيتشرد أكثر من مليون آخر».

وستغرق المياه آبار نفط كركوك فى طريقها وتجعلها دون جدوى، فمن يسيطر على سد الموصل أكبر السدود العراقية يسيطر على معظم مياه العراق ومصادر طاقتها، فالسد يحجز وراءه أكثر من 12 مليار متر مكعب من الماء الحيوى لرى حقول العراق غرب إقليم نينوى، وفى سنة 2007 قال الجنرال بترايوس فى خطاب لحكومة العراق إن سد الموصل لو انهار سيغرق كل الأرض حتى بغداد، والجنرال بترايوس كما هو معروف كان المحرك الأساسى فى تدمير العراق وخلق التنظيم الذى أصبح داعش.

حرب واشنطن بالوكالة تبدأ

إذا أخذنا تصريح الجنرال ماكفارلن قائد قوات التحالف ضد داعش فى العراق وسوريا عن سد الموصل، ومحادثات بيدن مع الأتراك لغزو العراق عسكرياً لمحاربة داعش، وتشجيع وزير خارجيتنا كيرى للأمير سلمان فى حربه ضد اليمن، وتصريحات وزير دفاعنا كارتر الأخيرة فى دافوس، وأضفنا لكل ذلك إعلان العسكريين السعوديين والأتراك عن خطط مشتركة للتعاون العسكرى ضد الأعداء المشتركين وأضفنا تأكيد وزير خارجية تركيا فى 13 فبراير بأن تركيا والسعودية تنويان غزواً عسكرياً مشتركاً لسوريا إذا جمعنا كل هذه البيانات معاً وأضفنا أن الجيش التركى بدأ قصف قاعدة حربية سورية وقرية استردها السوريون الأكراد مؤخراً، وتركيا تعتبر أكراد سوريا إرهابيين مثل أكراد تركيا ولذلك تقصف مناطقهم كما أكد رئيس وزراء تركيا فى 13 فبراير، ولاحظنا أن أمريكا أعلنت هذا الأسبوع أنها لا تعتبر أكراد سوريا إرهابيين وسمحت لهم روسيا بفتح أول مكتب تمثيل سياسى لهم فى موسكو، نرى من كل ذلك الآتى:

ملامح استراتيجية أمريكية لدفع تركيا والسعودية لحرب بالمواجهة مع روسيا فى حلب وما حولها فى سوريا، مع مراعاة أن تركيا عضو فى حلف الناتو الذى تقوده أمريكا بينما تعتبر السعودية كبرى دول الخليج البترولية فلا يقودنا كل ذلك إلا الاستنتاج بأن أمريكا تتحسس احتمال حرب مع روسيا فى أعقاب اتفاق إيقاف القتال فى سوريا، هل يؤدى القصف التركى لأكراد سوريا إلى أن ترد روسيا على هذا العدوان التركى بضرب أهداف عسكرية فى تركيا وهى إحدى دول حلف الناتو؟

إذا راعينا أن وزارة الدفاع الأمريكية قد قامت فى صمت بوضع قوات خاصة فى سوريا والعراق، وربطنا ذلك باحتمال وقوع انفجار ضخم فى حقول النفط عبر الشرق الأوسط يهز العالم كله، كما يقول المثل الإغريقى القديم: «عندما تريد الآلهة تحطيم شخص فإنها تجعله مجنوناً أولاً».

إننى أستطيع تصور عالم مقزز من هؤلاء القادة الأمريكيين وشركائهم فى حربهم بالوكالة بعد أن سقطت عنهم كل الأقنعة وإلى هنا ينتهى هذا العرض المرعب لما يدبره الاستعمار الأمريكى من شرور لمنطقتنا يهدف بها فضلاً عن تدمير دول المنطقة إلى دويلات متصارعة متعادية على أسس عرقية وطائفية ودينية، وفضلاً عن ذلك فبعد أن تآمر مع بعض حلفائه على خفض أسعار النفط والطاقة فى العالم إلى أقل من ربع ما كانت عليه منذ سنوات قليلة بهدف تدمير الاقتصاد الروسى الذى تمثل الطاقة نصف صادرات روسيا، وبعد أن جاراه حلفاؤه فى إغراق أسواق العالم بالنفط ضد مصلحة دولهم نفسها، يعود الشرير الأمريكى الآن بعد إشعال كل هذه الحروب وسفك كل هذه الدماء إلى تبنى خطة شريرة بتدمير آبار النفط العراقية عن طريق نسف سد الموصل ولو أدى الأمر إلى إغراق نصف مليون برىء وتشريد أكثر من مليون، ونتوقع من الآن أن تدبر أمريكا كل الأدلة الزائفة لتنسب جريمة تدمير سد الموصل لو وقعت لا قدر الله إلى عصابة داعش التى خلقتها أمريكا وجندت مجرميها ومولتها وسلحتها ونظن أنه لم يعد بين العرب مهما كانت سذاجة البعض من يجهل الآن من هو العدو الحقيقى للعرب ومن هو الصديق؟

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد